- بريدة عزيزة علي جدًّا، فعندما كان عمري ١٠ سنوات كان يأتي أولاد عمومتي إلينا في الشام ويتكلمون في لغتهم العربية الفصحى عن بريدة المدينة التي كافح أهلها وجاهدوا جهادًا مريرًا في سبيل تعزيز كلمتهم والاحتفاظ بعاداتهم وأخلاقهم، فبقيت محافظة على سمعتها ومكانتها الاقتصادية إلى يومنا هذا، وعند قيام جلالة الملك عبد العزيز بتوحيد المملكة ولم الشمل رأت فيه بريدة زعيمًا ملهمًا وقائدًا بطلا آزروه وناصروه في جميع غزواته وحروبه وقدموا لجلالته الرجال، هذه المدينة التي هي موطن من مواطن آبائي وأجدادي كنت مرتبطًا بها وأجالس أهلها مجالسهم وأتمتع بكرم ضيافتهم وأمرح في مزارعهم وأشاركهم غدوهم ورواحهم خارج المدينة، وننتقل على رمالها الصفراء، وأذكر أثناء تجوالنا في أطراف بريدة أن تقابلنا بسمو الأمير تركي بن عبد العزيز شقيق الملك سعود رحمه الله وهو أكبر أنجال الملك عبد العزيز رحمه الله، والذي توفي في سنة الرحمة، قابلناه واقفًا بجانب حصانه لابسًا عباءة، ومتمنطقًا بحزام جلدي فسلمنا على سموه، فسأل أبناء عمومتي من يكون هذا الذي معكم؟ فقالوا له هذا خليل ابن عمنا إبراهيم الرواف أتي من الشام وهو من مواليد دمشق، فقال لي سموه: أهلًا بخليل، إنك الآن بين أهلك وفي وطنك، وركب حصانه وكانت آخر كلمة اسمعها من سموه.
- متى زرت الرياض؟
- الرياض رأيتها ولأول مرة في سنة السبلة عندما انتصر الملك عبد العزيز رحمه الله على الإخوان.
- كيف كانت الرياض؟
- الرياض كانت بسيطة جدًّا بكل معنى هذه الكلمة، أما الآن ولله الحمد