فانتشر العمران وعم الرخاء وازدهرت التجارة وتألقت الرياض بشوارعها ونظافتها وكانت محاطة بسور مثل جدة والمدينة وكانت أسواقها صغيرة ودكاكينها كذلك، وكانت أبواب الدكاكين صغيرة أيضًا، والآن الحمد لله تغيرت الصورة تمامًا.
- حياتك كلها كانت عبارة عن مواقف والمواقف بدون شك قد يكون منها الطريف والعكس كذلك، نعود لرحلاتك مع العقيلات، وعلى هذا النمط ماذا تتذكر من تلك المواقف؟
- هناك موقفان قد لا يخلوان من طرافة رغم صعوبة الموقف، الأول: مع حمد المديفر من مدينة بريدة، وقد سافر إلى مصر وترك ولده محمد وعمره سنتان، وطال به السفر حتى استقر في مصر مدة ٢٥ سنة، كانت هناك وقتها رحلات للعقيلات إلى مصر تحط بجمالها في القنطرة شرق، وهناك يستقبلون تجار العقيلات ويشترون منهم الجمال والخيل، كان ضمن هذه الرحلة محمد بن حمد المديفر وكان حمد المديفر قد نزل على ولده محمد بالقنطرة شرق ليشتري منه، وهو لا يعرف أن الذي سيشتري منه هو ابنه، فمر عليهم أحد رجالات العقيلات وكان يعرف الاثنين فاندهش حمد المديفر وقال له: أين هو؟ بصوت قوي فقال له: هو الذي أمامك وتشتري منه الجمال، وكان المفاجأة المذهلة.
- والموقف الثاني: كنا في رحلة مع العقيلات وكان رئيس الرحلة العم محمد الأحمد الرواف، وكنا متجهين نحو دمشق، وقبل أن نصلها بحوالي ٣٠٠ كيلومتر صادفنا في الطريق ٦ أشخاص ومعهم جريح من بني صخر، فنزلوا في ضيافتنا وفي الليل توفي الجريح، وكنا لا نرغب أن نراهم لكونهم غرباء عنا، كنا نخشى أن يكون وراءهم أمر خفي، وفي