الصباح وجدنا آثارا لبعارين كثيرة، فقال كبيرهم ويدعى مشمش: هذه آثار بني صخر ربعنا، ولما سمع عمي محمد هذا الكلام قال له: يا مشمش، ترى حنا بوجهك ولك ٢٥ جنيهًا، فقال مشمش: تسلم يا محمد.
- وفي ليل اليوم التالي، سمعنا أصواتًا من بعيد، أناس يريدون الهجوم علينا، وفي الصباح قدموا علينا وكان مشمش يقول لأحد رجال العقيلات والذي يحمل سلاحه، (لا تلحموا) أي تضربوا باللحم أي اضربوا في الهواء فقط للتخويف، فلما قربوا منا بمسافة ٢٠٠ متر ناداهم مشمش: يا بني صخر ترى ما هنا غير مشمش وخوياه واللي يبي الزاد والقهوة والطعام يبعد ويأتي إلى هذا المكان وأشار إلى مكان يبعد عنا قليلًا، وشربوا القهوة وأخذوا الدراهم وانصرفوا.
- وفي الليلة نفسها سمعنا الدبيب فقال العم محمد هذه خيول عنزة يمكن يكونوا غازين وكانوا حوالي ١٥٠ خيلًا، ولم يأتوا إلينا كلهم وإنما أتى منهم عشرة فقط فأعطاهم العم محمد ما فيه النصيب وتصادف أن أحد الذين كانوا معنا (عنزي) فذهب وكلم رئيس خيول عنزة. وقال له إنه بصحبتنا ٦ أفراد من بني صخر هنا قال كبيرهم للعم محمد من معك؟ فقال له: هادول خوايانا، ومن الصعب أن نسلمهم، فقال للعم محمد: ما نبي الأشخاص نبي فقط ركايبهم، فقال كذلك ركايبهم، قال لماذا؟ قال لأنهم فكونا بالأمس من بني صخر والله ما نسلمهم أبدًا، وفي الصباح قال مشمش للعم محمد: واحدة بواحدة يا أبو الرواف.
- بعد هذا العمر الطويل، والتجارب الكبيرة يا ترى تنوي كتابة مذكراتك؟
- نعم، فقد قمت بكتابة مئات الصفحات وسأقوم بتنقيحها وإن شاء الله سأنشرها قريبًا مع العلم بأن كل ما قلته من معلومات أو مواقف تعتبر