للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا يعني أنه من المعمرين، لأننا إذا افترضنا أنه وصل إلى بريدة وسنة خمس وعشرين سنة يكون عمره عند كتابة وصيته هذه تسعين سنة، وقد عمر لأنه بقي بعد كتابتها حيًّا سبع سنين ثم توفي في عام ١٢٤٢ هـ فيكون عمره قد بلغ ٩٧ سنة.

وفي هذه الوصية عدة أشياء لافتة للنظر أولها أنها بخط الشيخ الكبير القاضي الواسع الحركة والقضاء والولاية المعنوية وهو الشيخ قرناس بن عبد الرحمن قاضي الرس ثم صار بعد سقوط الدولة السعودية الأولى يتنقل في بلدان القصيم ويقضي بين أهله وكلهم يرضى به بل يدعون له على ذلك، وثانيها أن فيها عبارات وأشياء جيدة أو لنقل إنها جدية نوعًا ما على طريقة التوصيات التي يراد بها الوصايا التي يوصي بها الإنسان بعد موته.

منها قوله بعد الديباجة المعتادة: أوصى بثلث ماله بوجوه أعمال البر وهذا عام خصصه أو خصص بعضه بقوله: منه أربع ضحايا دوام أي أربع من الغنم تذبح في عيد الأضحى بصفة دائمة ما دام الدهر بمعنى أنها ليست مؤقتة بوقت معين، له بنفسه ثنتين ولوالده ولأمه واحدة، وعشيات جُمَع في رمضان، والجمع: جمع جمعة والمراد أيام الجمع في شهر رمضان وهو أمر كان القادرون من أهل نجد يوصون به ويتضمن إعداد طعام عشاء يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة من رمضان يأكله القريب ولو لم يكن محتاجًا، وكذلك يطعم منه الفقير، له ولوالديه يريد أن ثوابه عند الله يكون له ولوالديه على الدوام، قدر خمسة أريل في كل رمضان.

ثم قال: ومن ثلث المذكور القليب المسماة (وْهَبَة) بمعنى هبة من الله، وقف على الضعيف بمعنى الفقير من أقاربه الأقرب فالأقرب والأحوج فالأحوج، والمراد بها القليب التي تزرع قمحًا وحبوبًا ويريد ما يأتي من