وليس كل تعامل حمد الروضان وغصن الناصر السالم تعاملًا تافه القدر أو ضئيل القيمة، بل إن منه تعاملًا بشيء ثمين وهو ملك من النخيل قيمته كبيرة، إذ هي مائة وستون ريالًا فرانسه.
وذلك حسب مبايعة بين الطرفين مؤرخة في عام ١٢٧٧ هـ وهي بخط عبد الله بن شومر وهو كاتب طالب علم، ومن أدلة ذلك وصفه لشهر رجب بأنه محرم أي حرم فيه القتال وذلك لا يعرفه إلَّا طلبة العلم.
وتقول وثيقة المبايعة هذه في أولها:
"يعلم من يراه بأن حمد بن روضان باع على غصن بن ناصر السالم ملكه المعروف الكائن في خب البريدي وهو صيبته من أبيه جذعه وفرعه وما تبعه من بئر وأرض ودور وطرق وحي وميت بمائة وستين ريالًا فرانسه".
وبعد ذلك ذكر شيئًا يدل على أن الدائن وهو غصن بن ناصر السالم وافق على ما يدل على أنه ليس مراده من شراء الملك المذكور وهو حائط النخل أن يستغل البائع حمد الروضان، وإنما هدفه تحصيل حقه، لأنه جعله بالخيار لمدة أربع سنين إذا أحضر حمد الروضان ربع القيمة التي هي دين عليه لغصن وهي أربعون ريالًا في سنة انفسخ البيع وبقي ربع الملك الذي هو النخل المذكور على ملك مالكه وهو حمد الروضان.
وأول المهلة المذكورة التي جعل فيه الخيار لحمد الروضان يحل أجلها في شهر جمادى الأولى عام ١٢٧٨ هـ.
وقد يعجب القارئ الذي لا يعرف الأمور كيف تعطى مهلة لبائع مطلوب أن يعطيه المشتري ثمن نخله نقدًا وسوف يزول عجبه إذا عرف أن ثمن النخل وهو ١٦٠ ريالًا هي دين حال في ذمة البائع وأن الدافع للشراء هو تحصيل ذلك الدين للدائن.