للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانت طبعته الأولى في مطبعة أنصار السنة المحمدية بمصر القاهرة، في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة الحرام عام ١٣٧٢ هـ (١)

"أما بعد: فإني لما كنت في دمشق الشام، وذلك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف من هجرة المصطفي (ص)، جمعتني فيها مجالس مع أناس، ممن يدَّعون العلم، وآخرين ممن ينتسبون إليه، فكانوا لا يتورّعون عن الاعتراض على أهل نجد، والطعن عليهم في عقيدتهم، وتسميتهم بالوهابية وأنهم أهل مذهب خامس، والغلاة من هؤلاء يكفرونهم".

ثم قال: وقد جرت بيني وبين من ذكرتهم مباحثات عديدة، في المسائل التي هي أصل أصول الدين، وهي التي أرسل الله بها رسله، وأنزل بها كتبه، ليكون الدين كله له وحده لا شريك له؛ إذ حصل في هذه المسائل تلبيس على الجهّال، من أناس يدّعون العلم، مع أنهم ليس لهم حظ من العلم، ولا نصيب من الفهم (٢).

ثم إني توجهت إلى مصر وأقمت فيها، وفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف من الهجرة تلقيت كتابًا من الشام ومعه رسالة، ولما فتحت الكتاب وجدته من بعض الذين اجتمعت معهم في الشام، وحصل البحث بيني وبينهم في هذه المسائل التي أشرت إليها، يقولون لي: قد أرسلنا إليك بهذه الرسالة كي ترد عليها إن كان عندك جواب.

فعرفت من كتابهم هذا، وتحدّيهم لي فيه، بطلب الجواب عن تلك الرسالة أنهم قد استعظموها في نفوسهم، معتقدين أنها الغاية القصوى في فصل الخصام بيني وبينهم في هذه المسائل التي دار فيها البحث، فلما اطلعت على هذه الرسالة المذكورة، إذا هي لرجل من المعاصرين من أهل الشام يسمى: الحاج مختار بن الحاج أحمد باشا المؤيّد


(١) البيان والإشهار، الطبعة الأولى، عام ١٣٧٢ هـ، ص ٣٧٤.
(٢) مقدمة كتابه هذا، ص ٣، ٤.