وكانت منطقة بريدة وسكانها تدفع الزكاة لبلدة الشماس المجاورة لأن (الشماس) كانت قوية وهي أقدم عمارة من بريدة.
وعندما توطدت البلدة وصارت ذات كيان امتنعت عن دفع الزكاة للشماس، بل صارت تقاتلها حتى صار أهلها لا يقدرون على محاربة أهل بريدة.
وأذكر أنني زرت الإخباري النابه (إبراهيم بن محمد البليهي) والد صديقنا وزميلنا الشيخ صالح البليهي الذي ألف الدكتور محمد الثويني رسالته في ترجمته، وحصل بها على درجة الدكتوراه.
وكان إبراهيم البليهي مريضًا، بل كان في آخر أيامه قبل وفاته بأسبوع فذهبت مع زميلي وهو ابنه الشيخ صالح البليهي لزيارته في مكانه في التغيرة وكان لا يستطيع الجلوس إلا لمدة محدودة ويضطر إلى الاضطجاع، فتطرق الحديث إلى (الشماس) وبريدة وامتد الحديث إلى أسرة السالم، فقال البليهي: هذه الأسرة كان لها شأن في بريدة القديمة، ولو كنت مرتاحًا لأخبرتك بالكثير مما أعرفه عنها، قال: ومن ذلك ما يتناقله كبار السن الذين أدركناهم عمن كانوا قبلهم، قالوا: إن أبنًا لأمير الشماس تطاول على شاب من آل سالم، فانتهره ابن سالم، وقال له: قف عند حدك، أنا عليَّ ثوب جديد مثل ثوبك ومعي سيف طيِّب مثل سيفك، ولي جماعة يفزعون لي مثل جماعتك، فإذا تجاهلت هذا فمدّ يدك عليَّ، قال البليهي: ولما كان ابن أمير الشماس يعرف ذلك حق المعرفة وقف عند حده بالفعل.
وكان إبراهيم البليهي مريضًا بقلبه فلم أحب أن أجهده بالحديث زيادة على ذلك، وقد مات رحمه الله بعد ذلك بأيام يسيرة.