مضمونه أنه حضر عندي .... وأقر ... بأن عنده في ذمته لعلي الناصر ستمائة وستين صاع حب نقي وهو القمح وإن شئت الدقة قلت: إنه الحنطة ومائتين وعشر صاع شعير، منقول بضاعه عند باب داره - أي دار علي الناصر في بريدة.
يحل أجله في عاشور وهو شهر محرم من عام ٥٠ بعد المائتين والألف، وأرهنه وأقبضه في ذلك زرعه بالصايغية، والناقة الملحا وهي السمراء اللون، والجمل الأصفر، والقعود الأشعل وهو الذي يميل لونه إلى الحمرة الفاتحة تشبيهًا له بشعلة النار في اللون، وغنمه وعمارته في ملك عبد الله الغانم، وقد أوضحنا بيان العمارة، وأنها ما يملكه الفلاح في فلاحته التي يكون أصلها بمعني نخلها لغيره، يسقيه، ويصلحه بجزء من ثمرة النخل.
ثم واصلت الوثيقة ذكرها لما رهنه علي الناصر (السالم) فقالت: وسلاحه التفقين اللي عنده، والتفقين: تثنية تفق وهي البندق التي يرمي بها، وقالت: اللي عنده واللي بالشماسية، مما يدل على أن المستدين كانت له صلة بالشماسية، ومع ذلك كان له زرع بالصايغية التي تقع إلى الشمال من مدينة بريدة القديمة، وقد أحدثت فيها الجفر - جمنع جفرة وهي أماكن صار الناس يأخذون منها الطين لبناء البيوت في بريدة وصار سيل وادي الناجرة يملأها.
وفيها الآن مقر بلدية بريدة.
وقال فيها غنيمان بن عبد الله الشاعر:
وأعسى السيل دايم ما يروح ... ما يفارق جفر الصايغيه
وقد أدركت قليب الصايغية وهي الآن تحت شارع الخبيب، على جانبه الشرقي، أدركتها وعرفتها قبل أن يخطط شارع الخبيب، بل قبل أن يعرف في نحو عام