أما الموصية فإنها مزنة بنت إبراهيم (السالم) أوصت بعد الديباجة بثلث ما وراها أي ما خلفته من مال بعد موتها بضحية الدوام والمراد بها أضحية من الغنم تذبح في عيد الأضحى من كلِّ عام أبد الدهر، وفي عشيات جمع، والعشيات: جمع عشاء وهو طعام كان يعد لأهل بيت الميت، أو للفقراء حسب الوصية في أيام الخميس أو أيام الجمعة من شهر رمضان.
وقد أوصت مزنة السالم هذه بأن تكون تلك العشيات في أيام الجمع: جمع جمعة، والمراد في أيام كلِّ جمعة من شهر رمضان.
وذكرت أنها لها ولوالديها وأخيها زيد تريد أن ثواب ذلك يكون لها ولوالديها ولأخيها زيد مما يدل على أنّه كان قد مات.
والتسمية بزيد كانت موجودة في آل سالم وكانت إحدى الأسر المتفرعة عنهم تسمى (الزيد).
والوكيل أو الوصي الذي عينته لتنفيذ وصيتها هو ابن عمهم سليمان الصالح (السالم) إلَّا أن ذلك محدود بإرشاد عيالها أي أبنائها ولم يذكر أسماؤهم ولا الأسرة التي والدهم منها، وإنما قالت: الين يرشدون عيالها، أي إلى أن يبلغ أبناؤها سن الرشد.
والكاتب هو سليمان بن سيف وهو معروف الزمان مثلما أنّه معروف الخط، وإن لم يؤرخ هذه الوصية، خلاف ما كانت عليه كتاباته التي تعتني بذكر تاريخ ما يكتبه.