للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يخلفه أحيانًا على الإمامة والتدريس في الجامع الكبير إذا غاب (١)، وفي عام ١٣٧٨ هـ تعين قاضيًا في المستعجلة ببريدة، وفي عام ١٣٧٩ هـ، نقل من مستعجلة بريدة مساعدًا لرئيس محكمتها، وظل في هذه الوظيفة مسددًا في أحكامه حازمًا في كل شئونه حتى وافاه الأجل المحتوم في شهر ربيع الآخر عام سبع وتسعين من الهجرة إثر مرض تشنج لم يمهله، ولكن زملاءه في المحكمة رفعوا برقية لمعالي وزير العدل عن مرضه فبعثت الحكومة فورًا طائرة خاصة نقلته إلى المستشفى المركزي بالرياض بالشميسي وتوفي فيه، فنقل جثمانه إلى بريدة، فدفن فيها (٢). انتهى كلامه.

قلت: إن الشيخ علي بن سالم كان زميلًا في الطلب منذ الصغر وأقول هنا: إنني وجدت ورقة كنت أنسيتها، بل إنني عجبت عندما وجدتها لكوني لم أتلفها، وإن كانت مهمة من الناحية الشخصية، فهي من زميل في طلب العلم كان عمره عندما نظمها تسع عشرة سنة لأنه ولد في عام ١٣٤٤ هـ وليس في عام ١٣٤٠ هـ كما ذكر ذلك من ترجموا له، وأنا أصغر منه بسنة واحدة.

ولكن سوق الأدب عندنا في ذلك الحين راكدة، بل هي مغلقة غير موجودة، ومع ذلك نظم الشيخ علي ما أسماه شعرًا وبعث به إليَّ يخبرني بل يبشرني بأن شيخنا الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي قد وافق على أن يجلس لنا مجلس علم في المسجد ندرس عليه فيه.

وقد سررت بذلك وأجبت الشيخ علي بن سالم بنظم مثل نظمه، ولم نكن نعرف العروض آنذاك، ولم نجد أي كتاب يتكلم عليه، وقد درست أنا بعد ذلك العروض من كتاب كتبه بخطه أستاذنا عبد الله بن إبراهيم السليم.


(١) لا نعرف هذا عنه.
(٢) روضة الناظرين، ج ٢, ص ١٣٢ - ١٣٣.