الذي ترزق فيه) إلا أنني لم أتحمل هذا القول وشكوت الأمر إلى فضيلة الشيخ القاضي سليمان بن ناصر العبودي بهذه الأبيات حيث كان أحد جيراني.
وعنوانها: الحنين إلى مسقط الرأس:
أهدي إليك تحية من صاحب ... هجر الديار وقلبه يتململ
قال الحكيم: ديارنا هي ما بها ... نحظى برزق دون ما نتسول
قلت الديار هي التي ألف الفتى ... مهما حكمت فإنني لا أقبل
إن نال جسمك حظه من رزقه ... فالروح أولى أنها لا تهمل
قال: المعاش هو الذي ترضى به ... نفس الفتى والإلف بعد مؤجل
قلت الفراخ تصاد وهي بعشها ... ثم النعيم هو الرفيق الأول
لكننا بعد الكمال نحسها ... تأبى البقاء بما يضم المنزل
قال: الحياة لذيذها بعد الشقا ... فالشهد يسبقه سهام تُنبل
قلت: الشقاء مقسم ومنوَّع ... أما الذي عندي فصبرًا يَقتل
قال: اعتديت فليس حقًّا كله ... ما تدعي، فالبعد خير يجهل
العود يثمر في افتراق مكانه ... وببعده حتى يعود يفصَّل
قلت البقاء إذًا عليه محرم ... فالنار مثواه الأخير الأفضل
فإلى سليمان بن ناصر اشتكي ... إذ أنه في الحكم شيخ يعدل
أرجوه يحكم من أدلته بدت ... حقًّا لضوء الشمس أو هي أكمل
قال: الحياة جميعها مختومة ... بالموت والموت الجميل مُفضل
إن نال ذاك العود كأس منية ... فبموته انتفع الجميع وجُمِّلوا
قلت الذي أخشاه أن نهايتي ... عند الممات يقال شر يُنقل
كرماده بعد انقضاء دخانه ... يلقى بعيدًا كالقمامة يهمل
حمد بن عبد الله السالم
٤/ ٣/ ١٣٨٩ هـ
وصالح بن عبد الله السالم وهو مدرس في المعهد العلمي في مكة المكرمة