فأعطاه ابن سدره أجرة جيدة على أن يحملهم في صندوق البضاعة في السيارة، وكان أكثر أهل نجد في ذلك الوقت لا يعرفون سيارات الركوب إلا نادرًا، وإنما يركبون في سيارات النقل.
فقال له ابن سدرة: يا أخي أنا متعطل وإسعافي أمر واجب بالنسبة إليك لأنك قد تتعطل أنت فتحتاج إلى أن أسعفك.
فقال له السائق: اسمع إذا رأيتني متعطلًا في (النفود) فلا تسعفني.
وذهب وتركه، ولم يحمل معه أحدًا منهم.
قال الشيخ فهد السعيد: وبعد ذلك بحوالي السنتين كنت في الرياض وحضر المجلس عبد الرحمن السدرة وتطرق الحديث إلى فعل المعروف فقال ابن سدرة لمن معه:
يا جماعة اسمعوا قصة غريبة: انا قبل سنتين كنت مسافرًا بجماعة من أهل بريدة حجاج وذكر قصة تعطل السيارة.
قال: وبعد ذلك بسنة استدعاني حمد الطبيشي وأنا في الرياض وأعطاني سيارة (بكس) جديدة وأمرني أن أذهب بها إلى مكة بصفة مستعجلة لأجل لازم للحكومة بها.
قال: وزودني بزاد جيد من القرصان واللحم، ومعي الشاي والقهوة، فلما كنت في النفود المسمى قنيفذة بين الرياض والدوادمي شاهدت سيارة متعطلة فيه، وتحتها أهلها رجلان فقط وهي مليئة بحملها.
فأوقفت السيارة بنية إسعافهما وأنا لا أدري من هم.
وكان الوقت شتاء، وأنا عليَّ لباس ساتر وجهي فإذا بالسائق هو صاحبي الذي كان قد امتنع عن إسعافي بحمل أصحابي إلى مكة.