ولم يكن عرفني أول الأمر فأسرعت بإصلاح القهوة والشاي ثم نظرت في محرك السيارة فعرفت سبب تعطلها وهو شيء في الكهرباء فأصلحته و (شغلتها) لهم.
وجلسنا نشرب الشاي وصاحب السيارة يشكرني بل لا يعرف كيف يؤدي واجب الشكر لي، على حد قوله، فقلت له: أتعرفني؟
قال: لا.
فقلت: أنا صاحب السيارة التي من صفتها كيت وكيت وكنت قلت لي: إذا وجدتني متعطلًا في النفود لا تسعفني.
ولكنني وجدتك متعطلًا في النفود وأسعفتك حتى لا تبخل بالمساعدة على أحد.
قال: فخجل مني، وقال: والله لو وجدت يهوديًّا متعطلًا بعد ذلك لأسعفته.
قال الشيخ فهد السعيد، فقلت للحضور: هذا صحيح وأنا كنت من ركاب سيارة ابن سدرة المذكورة عند ما تعطلت.
مات عبد الرحمن السدرة في عام ١٣٩٩ هـ.
من إفادة لأحد رجال السدرة:
يقال إن سبب تسميتهم بالسدرة أن أحد قدمائهم - وذلك طبقًا لما أخبرني به أحد أفراد هذه الأسرة - يحش العشب فجاءه أعراب من البادية أي بدو وقالوا عندكم الماء والتمر فقالوا له: لا، نريد أن ناخذ التمر والماء وثوبك فقام وكسر عصا من السدرة وقال أنتم جازمين على هذا الشيء؟ قالوا: نعم، وأعانه الله، عليهم وفك نفسه وسمي بذلك السدرة.
فقيل له وايش السبب؟ قال: جوالي، وقالوا لي نبي الماء، وقلت لهم: هذا الماء والتمر وبعد أن شربوا وأكلوا التمر قالوا الآن نريد ثوبك، قلت لهم: ثوبي ما تأخذونه.