جعل فيه خرارة وهي كالشلال يسقط فيه الماء، ولكنه على هيئة قناة مائية.
قالوا: وكان ماء هذا البئر عذبًا فكانت المرأة تأتي إلى تلك القناة لأخذ الماء، فتقف والقدر على رأسها تضعه تحت جانب من الخرارة فيمتلئ وهو كذلك.
وكان أنشأ مع ذلك مسجده المعروف بمسجد أبا بطين في غرب بريدة القديمة إلى الغرب من جامع بريدة الكبير، وفرغ من بنائه في عام ١٢٩٣ هـ، كما رأيت ذلك مكتوبًا عليه.
وبنى له بيتًا كبيرًا مشرفًا، بل بيوتا بجانب المسجد من جهة الغرب بينهما الشارع، وقد آلت تلك البيوت إلى ملك (العليِّط) وظني أن العليط أوقفها، وقد أدركت سليمان العليِّط ساكنًا فيها.
أما النخل المزدهر الذي غرسه عبد العزيز ابابطين وتعهده في العجيبة فإنه بيع - كما سبق - ولكنه استثنى منه بعض النخلات التي أوقفها فصار من يشتري النخل يشترط عليه البائع بأن النخلات التي سبلها أبابطين غير داخلة في البيع.
وقد رأيت مبايعة النخل المذكور ومكانه في العجيبة بين صالح بن فهد الحميدي المجيلد (بائع) وبين عبد الرحمن بن حمد الخضير (مشتر).
وقد شرط البائع على المشتري ما كان اشترط عليه من قبل، ونص ذلك، ويخرج من الملك المحدود أربع نخلات معروفات بينهما: سبيل (البطين) على الأصبع الجنوبي، خارجات عن البيع.
والأصبع هو الساقي الذي تكون عليه نخلات يشربن من الماء الذي يمر به.
وسوف ننقل نص تلك المبايعة في رسم (المجيلد) من حرف الميم بإذن الله.
وأسرة (ابابطين) تعتبر الأسرة الثانية التي ينشيء أفرادها في الزمن القديم مسجدين في بريدة، فقد أنشأ عبد العزيز أبابطين هذا المسجد، ثم أنشأ بعد