عرفت عددًا منهم بهذه المثابة من الصلاح، ومن القدماء بالنسبة إليَّ الذين عرفتهم بالزهد والبعد عن الحكام وحب المظاهر عبد العزيز بن عودة السعوي وعودة: اسم والده وهو أخو الشيخ القاضي عبد الله بن عودة السعوي، وعم صاحب المعالي الشيخ محمد بن عبد الله بن عودة.
قال لي الشيخ فهد العبيد في عام ١٣٦٤ هـ: أبي أزور أنا وإياك أخونا في الله عبد العزيز العودة السعوي في المريدسية.
فقلت له: إنني لا أعرفه، وذلك أننا كنا نعرف أكثر طلبة العلم والمتدينين المحبين لهم ممن يسمون الإخوان لأنهم كانوا يحضرون مجالس الذكر في بريدة، فقلت له: إنني لا أعرف عبد العزيز العودة هذا.
فقال: ما تعرفه لأنه ما دخل إلى بريدة من المريدسية من يوم ركز فيها (التيل) والتيل هو البرقية أي اللاسلكي.
قال فهد العبيد:(التيل) ركز في بريدة عام ١٣٥٠ هـ ونحن الآن في عام ١٣٦٤ هـ أي منذ أربع عشرة سنة لم يدخل فيها عبد العزيز السعوي إلي بريدة ولا نوى أنه يدخلها مع وجود (التيل) فيها!
فقلت له: ولماذا؟ هل (التيل) يمنع من دخول الإنسان إلى بريدة؟
فقال: الإخوان ما يبونه، وهم مختلفون في أمره أول ما ظهر، أحد منهم يقول: هذا سحر وكهانة، ومن عمل الشيطان، وأحد منهم يقول: إنه صناعة، ولكن الغالب على الذين يقولون: انه صنعة عدم الورع، وعدم التحقيق في الديانة!
كان الوقت في أول القيظ أي في نحو شهر يونيو فخرجنا في الصباح سيرًا على أقدامنا إلى المريدسية، وقد حميت الشمس، واشتدت الرمضاء قبل أن نصل إلى المريدسية.