للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما وضع البرقيات في الرياض وغيره من قرى نجد والحال ما قد شرحناه لك سابقًا فيما يترتب على ذلك فلا نراه جائزًا، ولا نفتي به، نبرأ إلى الله من الإفتاء بشيء يترتب عليه من المفاسد ما قدمناه إلى جنابك من التبيان ما نُعذر به عند الله، وهداية التوفيق والإلهام بيد الله والسلام (١).

قال الشيخ إبراهيم العبيد في تاريخه:

وفي بعض السنين أصيبت الأمة بسنة وجدب فقام عبد العزيز السعوي وقسم مزرعته من البر والشعير نصفين بحبل فقال هذا الشطر لي ولمن أمونه والشطر الثاني لله عز وجل ثم وزعه على الفقراء والمساكين.

وكان في زمنه عالم كبير السن متعطل الأسباب ذو عائلة، فكان يقوم بنصف مؤنته على الدوام، وكان يبش بزواره من أهل الخير والصلاح ويقدم لهم ما تيسر من الموجود لديه في وقت كان قليل التمر واللبن والقهوة والبر أكبر ضيافة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

وكان يزار ولا يزور أحدًا لأنه معتزل عن الناس إذا رأيته وجدته متقشفًا في لباسه، وقد تصدعت يداه ورجلاه من مكابدة الأعمال مع تقدمه في السن، ثم يذهب وقت العبادة إلى المسجد فيكون واقفًا أو راكعًا أو ساجدًا بين يدي الله.

وللبيت حظ من عبادته لله تطوعًا ولبث ثماني عشرة سنة، لم يقدم مدينة بريدة، ولما توفرت فيها المصنوعات المستحدثة لا لتحريمها ولكن للسلامة من المشتبهات، وقد قدمنا أنه من زملاء محمد بن مقبل وصالح اللهيمي وسليمان بن ناصر السعوي (٢).


(١) لسرة الليلة هتف الصباح، ص ٢٧٣.
(٢) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٥، ص ٣٣٦ - ٣٣٧ (الطبعة الثانية).