وفيها وفاة الشيخ عبد الله بن عودة رحمه الله تعالى، وهذه ترجمته: هو العالم الزاهد ذو العقيدة والمعرفة الشيخ عبد الله بن عودة بن عبد الله بن علي بن سليمان آل سعوي يرجع نسبه إلى قبيلة عنزة، وكان منشأه من قرية المريدسيّة من أعمال بريدة، ولد سنة ١٣٠٨ هـ. وفي السابعة من عمره أدخل مدرسة أهلية للدراسة وتعلم القرآن فأخذ يتعلم حتى ختم القرآن ثم تعلم مبادئ الكتابة والحساب على حسب سير الدراسة إذ ذاك.
ولما حفظ القرآن وكان قد بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة أخذ يطلب العلم من المشايخ فأخذ عن الشيخ عيسى الملاحي وأخذ عن الشيخ عبد الله بن حسين أبا الخيل وأخذ عن الشيخ عبد الله بن فدا العالم الزاهد، وجعل يتردد إلى مدينة بريدة يأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم وعن الشيخ عمر بن محمد بن سليم وكان ورعًا ناسكًا وعليه السكينة والوقار وله سمت حسن.
وفي عام ١٣٤٦ هـ عين إمامًا وواعظًا ومرشدًا في قرى بني مالك، ولما كان في ١٣٥٣ هـ وطلبت الحكومة من الشيخ عمر بن محمد بن سليم قضاة وأئمة ووعاظًا إلى جهة عسير وجيزان كان من ضمن الذاهبين فكان قاضيًا في صبياء ثم نقل إلى قضاء جيزان، فكان رئيسًا لمحاكمها هناك ثم إنه نقل إلى الدمام في المنطقة الشرقية فكان رئيسًا للمحاكم هناك واستمر على سيرته، وكان مسددًا في أقضيته ويحرص على الصلح ليرضي الخصمين، وكان متأنيًا ومعه خوف من الله تعالى مديمًا على ذكره وصولًا لرحمه ويحب الإصلاح بين الناس متحريًا العدل والإنصاف إلى أن شعر بالشيخوخة فتقدم بطلب إحالته إلى المعاش فأجابت الحكومة طلبه وعاد إلى وطنه بريدة.
كان له حظ في الوظائف التي نالها، ومع مزاولة هذه الأعمال فإنه لم يشاغب أحدا ولم يتقدم خصم بشكاية ضده متظلمًا، بل كان موضع الإعجاب