١٣٦٢ هـ تعين قاضيًا في جيزان ثم رئيسًا لمحكمتها خلفًا لمحمد التويجري وسدد في أقضيته زمنًا وصار له مكانة مرموقة بينهم ومحبة في قلوبهم، وكان يصدع بكلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم مثالًا في العدالة وفي النزاهة والاستقامة في الدين وآية في الورع والزهد ثم إن الشيخ محمد بن إبراهيم نقله إلى المنطقة الشرقية في محكمة الدمام وما يتبعها فرحل إليها وباشر عمله بحد وحزم، وكان كثير التأني في أحواله كلها، وكان كثير الخوف من الله كثير التلاوة يتهجد في الليل ولا يفتر لسانه من ذكر الله حتى صار له إلفة لا عن كلفة وكان قوي الصلة بوالدي عثمان بن صالح وبينهما مراسلات وهو في صبيا ويؤمن عنده فلوسه، وفي عام ١٣٧٢ هـ طلب الإحالة إلى المعاش التقاعدي فأحيل إليه حينما طعن في السن وأرهقته الشيخوخة ومن ورعه أنه كان لا يحكم بالقضية إلا بعد استشارة العلماء مراسلة أو مشافهة، وكان يحرص على الصلح وقيام الخصمين مقتنعين ويحب إصلاح ذات البين عطوفًا على الفقراء واليتامي وصولًا لرحمه ذا أخلاق عالية ومآثر حسنة مرض فسافر للمعالجة في مصر فتوفي بالقاهرة بعد مرض طال ودفن في ٥ من شهر ذي القعدة سنة ١٣٧٩ هـ وحزن الناس لفقده لما كان يتمتع به من أخلاق عالية وصفات حسنة وخلف ابنيه محمد تنقل في وظائف عديدة في سلك القضاء. انتهى.
ومنهم سليمان بن عودة السعوي.
قال الشيخ صالح السعوي:
سليمان السعوي: من أهالي هذه البلدة، أي المريدسية الذين خدموا في الطب الرجل العارف، المحتسب في بذل نفسه، والمتفرغ في بعض وقته، الشيخ سليمان بن عودة السعوي رحمه الله تعالى.