وهو يعد من أشهر الأطباء، وأعرفهم بالداء، وأبلغهم في العلاج، وكان أكثر ما خص بمعرفته داء ذات الجنب، وهو ما يحصل من أوجاع تصيب ما بين أعظم الأضلاع، ويحدث من الرئتين التصاق لها، وحدوث السعال وغشيان الجسم بالحرارة، وحصول الفتور في الأعضاء، والاسترخاء في المفاصل، والشعور بالمرض، وكل هذه الأعراض ينبئ عنها بنوع المرض، ويفيد بطرق العلاج.
حتى إنه عرف عنه أنه بمجرد رؤيته للمرض، أو مسكه لعضد يده، يتبين له ما به من مرض ونوعه، ومن ثم يخبر المريض أو أحد أوليائه عما به من مرض، وما يحتاجه من كي، ويعدد ما يلزمه من كيات يضطر لها، وعلى أنه لابد له منها.
ومن البراهين على ذلك أنه في يوم من الأيام دخل على أحد الأطباء في عيادته الخاصة، وحينما رآه لحظ أعراض المرض فيه، وأنه يحتاج إلى العلاج بالكي، وكان في مراجعته لهذا الطبيب يصحبه أحد أحفاده، جاء به إلى الطبيب لعلاج مرض جراحي مصاب به، فلما نظر إلى الطبيب قال له: أنت الطبيب الذي يعالج الناس؟ ! قال: نعم، قال له: تعالج الناس وأنت مريض بنفسك؟ فأجابه قائلًا: إنني لست بمريض، قال له: بل أنت مريض، المرض الذي فيه علاجه بالكي بالنار.
ثم كواه وعوفي من مرضه.
وكان يعمل ذلك محتسبًا.
مات في عام ١٣٧٨ هـ (١).
ومنهم الشيخ محمد بن عبد الله بن عودة السعوي، ولد في عام ١٣٤٣ هـ، وسافر مع والده إلى اليمن السعودي ثم تقلب في عدة وظائف راقية