مهمة كان آخرها وظيفة برتبة وزير هي (الرئيس العام لتعليم البنات) في المملكة العربية السعودية.
وقد نهض بأعباء هذه المهمة الشاقة، فقام بها خير قيام رغم صعوبتها وتشعب أعمالها وكونها في كثير من أمورها لا تتفق مع طبيعته في المجاملة بما لا يتنافى مع الحق والواجب، حتى استعفي منها بأن كتب بذلك اعتذارًا مكتوبًا للملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وقد استجاب الملك لطلبه، وكتب له بخط يده شكرًا على قيامه بالعمل، وتقديره له، كتب الملك ذلك بخط يده، وليس بآلة كاتبة، ولا أعتمد في ذلك على إعداد مكتبه أو غيره.
وهذا في حد ذاته تقدير من الملك للشيخ محمد بن عودة قل أن يحظى به أحد غيره.
وقد أطلعني الشيخ محمد العودة على ذلك بخط الملك فهد فقلت له: إنني أرجو أن تعطيني منه صورة للتاريخ، فأنا أقدر أنه لا ينبغي لي أن آخذه منك لأصوره لئلا يضيع، فقال: لا مانع، ولم يرسل صورتها إليَّ.
وقد شغل الشيخ محمد بن عبد الله بن عودة السعوي وظائف عديدة رفيعة قبل ذلك، منها رئاسة المحكمة الشرعية في الرياض، وهو منصب كبير يكون حامله قريبًا من الملك وأركان دولته، ومنها عضوية رئاسة القضاة.
ومنها وكالة وزارة العدل، ومنها وظيفة (الأمين العام لهيئة كبار العلماء) وأخيرًا عين رئيسًا لتعليم البنات برتبة وزير كما سبق.
والشيخ محمد بن عبد الله العودة السعوي كريم الخلق، سمح النفس، محب المساعدة الآخرين في نطاق ما هو ممكن، وأحيانًا يتجاوز كرمه ما هو معروف أو محدود عند أمثاله، وقد قلت: إنه ممن يحسن أن يقال فيهم: إنهم من حسنات الدهر.