ولديَّ شواهد شخصية على ذلك وعند غيري مثلها أو أكثر، ومن ذلك بالنسبة إليَّ أنه في عام ١٣٧٠ هـ. عندما كان والده الشيخ عبد الله بن عودة السعوي رئيس محكمة الخبر وهي المحكمة الوحيدة في الظهران والدمام والخبر، في ذلك الوقت وكان الشيخ محمد العودة يشغل وظيفة (نائب رئيس المحكمة) وفي الصيف ذهب والده الشيخ عبد الله السعوي من الخبر إلى بريدة ليقضي فيها إجازة محدودة أظنها شهران، بموافقة من الأمير سعود بن جلوي أمير منطقة الظهران في ذلك الوقت فصار الشيخ محمد هو رئيس المحكمة بالنيابة.
فأرسل الشيخ محمد إليَّ وإلى صديقي الأستاذ علي بن عبد الله الحصين يدعونا لقضاء إجازة في الظهران، على ضيافته لأيام نحددها نحن.
كنت في ذلك الوقت مديرًا للمدرسة المنصورية في بريدة وكان الأستاذ علي الحصين مدرسًا في المدرسة الفيصلية، وكان إرسال الرسالة بوساطة أخيه صديقنا الشيخ عودة الآتي ذكره.
كان السفر إلى الظهران والإطلاع على العمل الذي بدأت به شركة أرامكو الأمريكية أمرًا مشوقًا بالنسبة لنا وها هو صديقنا الشيخ محمد بن عبد الله السعوي يوجه إلينا الدعوة، لذا لبيناها مسرورين.
وسافرنا من بريدة إلى الرياض على ظهر سيارة نقل محملة خشبًا للمنصور الذين هم منصور بن إبراهيم المنصور وأخواه عبد العزيز وحسن، ولم تكن الطرق مزفتة وقد ذكرت تلك الرحلة في كتاب:(رحلات في البيت).
ووصلنا الظهران من الرياض مع طائرة ذهبت إلى هناك لغرض من أغراض الحكومة وإلا فإنه لا يوجد طيران منتظم ولا خطوط حوية سعودية آنذاك، وإنما أركبنا فيها بالمجان ابن عمي بمعنى أنه من أسرة آل سالم التي يرجع إليها نسبنا وهو العقيد محمد بن علي الذيب رئيس الحرس الملكي ومن أقرب المقربين للملك عبد العزيز.