للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نزلنا في الظهران على غير موعد وذهبنا بسيارة أجرة إلى الدمام فسألنا عن بيت الشيخ محمد العودة وهو مشهور في المدينة.

وقد استقبلنا مثل غيرنا بالترحيب، وبقينا ضيوفًا عليه حيث أنزلنا في بيت واسع لمدة سبعة عشر يومًا تخللتها زيارة للبحرين لمدة يومين.

وقد وكل ملازمتنا لابن عمه ناصر بن محمد بن ناصر السعوي، وكان وقتها كاتبًا في المحكمة، وهو شاب لبيب محب للمعرفة وكريم النفس.

إن الرحلة هذه التي استضافنا فيها الشيخ محمد العودة لا تنسى لأنها أطلعتنا على أشياء في منطقة الظهران وفي البحرين من ذلك زيارة للقطيف في النهار، لأن من يبيت فيه يصاب بالحمى في ذلك الوقت، وقد أصبح هذا كله الآن من أخبار الماضي.

ولكن الشيخ محمد العودة أبي إلا أن يلاحقنا بكرمه فقال لنا ونحن عنده في الظهران: ما تحبون تشرون أرضًا بالدمام تراها رخيصة لأن البلدية تبيعها برخص؟ فقلنا: نحب ذلك، ولكن ليست لدينا نقود، كنا نظن أنها تحتاج إلى أن ندفع ثمنها مبلغًا كبيرًا من المال نقدًا.

وتركنا الظهران وتركنا أرضه وجَوَّه عائدين إلى بريدة، ولم نشعر إلا بأخيه عودة يعطينا صكًا وهو يقول: الأخ محمد العودة، وكان يسمى أخاه (أخًا) لا شيخا مع أنه بوظيفته القضائية ولمنزلته في النفوس يستحق ذلك، ولكنه التواضع وعدم ذكر الأقارب بالتمجيد أمام الناس، قال الشيخ عودة: يقول الأخ محمد: اشترينا لكم أرضًا وهذا صكها.

وإذا بالصك يقول اشترى محمد بن ناصر العبودي وعلي بن عبد الله الحصين الأرض الفلانية من بلدية الدمام بمبلغ ثلاثة آلاف ريال وأربعمائة وخمسين ريالًا!