ريال وأقرضنا إياها جملة، ثم أوفيناه قرضه مفرقًا، حسبما تيسر لدينا في ذلك الوقت.
وصاحب المعالي الشيخ محمد بن عبد الله السعوي المذكور رجل إخباري لا تمل مجلسه لأنه يحفظ نوادر القصص، وغرائب القضايا التي نظر فيها عندما كان قاضيًا في المنطقة الجنوبية من المملكة وعندما كان رئيس المحكمة الكبرى بالرياض إلى جانب ما كان سمعه من غيره، أو رواه عمن رواه له أورآه بنفسه.
ولو جمع هو أو غيره من تلك الأخبار ونوادرها شيئًا مختارًا لكان كتابًا من نفائس الكتب.
وقد اقترحت عليه أن يؤلف كتابًا بما شاهده أو عرفه، أو عرض عليه من القضايا والمخاصمات الغريبة في كتاب يمكن أن يسميه (غرائب القضايا) أو (ذكريات قاض) فذكر أن ذلك مهم وأنه يحفظ مادة الكتاب، ويسأل الله تعالى أن ييسر له كتابة ذلك.
ثم نبهته إلى ذلك بعد أن أحيل إلى التقاعد بل بعد أن استعفي من عمله في رئاسة تعليم البنات وصار متقاعدًا فذكر أن الموضوع لا يزال في ذهنه، ولكنه لم ينجزه أو قال: يحتاج إلى المزيد من العناية.
وكانت بيني وبينه مراسلات عديدة لقيته في عام ١٤٣٠ هـ بعد مضي ستين سنة على بعض تلك الرسائل فأعطاني صورة منها، وقد احتفظ بها طيلة هذه السنين.
وهذا كتاب أرسله إليَّ صاحب المعالي الشيخ محمد بن عبد الله السعوي وتاريخه في ٧ رمضان من عام ١٣٤٧ هـ.
حضرة الأخ المكرم محمد بن ناصر العبودي الأفخم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أسأل الله تعالى أن تكونوا بصحة وعافية متمنيًا لكم دوام الرفاهية والسرور، نهنئكم ببلوغ شهر رمضان المبارك وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم ويجعل الجميع ممن يعتق فيه من النار ويعيده علينا وعليكم بالهناء والعافية وبعد: