للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المكارم والهدي القويم، وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الجزاء في الموقف العظيم.

وبعد: فأقدم لإخواني المسلمين (مجموعة المناهل العذاب فيما على العبد لرب الأرباب)، في طبعتها الثانية، نظرًا لنفاد الطبعة الأولى مع كثرتها، ذلك لما اشتملت عليه من المواضيع التي يحتاج إليها المسلم في أمر دينه، وسلوكه إلى الله تعالى، من مهمات العقائد الصافية، والأصول النافعة، والحكم البالغة، والآداب السامية، والتوجيهات القيمة، والإرشادات السديدة، والتنبيهات الواضحة، والمواعظ البليغة، والردود الشافية، والأجوبة الصائبة، والموارد العذبة، والثمار اليانعة، والرياض الناضرة.

كل ذلك وغيره مما أثبت في هذه المجموعة، صار لها قبول ورغبة عند من اطلع عليها، أو سمع بها، حتى تكرر البحث عنها، وإبداء الرغبة فيها، والتشوق إليها، وإلى مطالعتها، والإستفادة منها، والإفادة بها، وكنت قد عزمت على أن أضيف إليها بعض المواضيع المهمة والمفيدة، والتي غلب على ظني تعذر الإهتداء إليها، كأن يكون البعض منها في ورقات متناثرة، أو محفوظات متلاشية، تكاد أن تكون في حكم المفقود، أو المتعذر إليه الوصول.

فيسر الله تعالى بفضله وإعانته إستحصال وانتقال بعض عقائد وأصول نافعة، وفوائد جامعة، تعالج أشياء تلبس بها كثير من الخلق، في عقائدهم ومهمات دينهم، من الإنحراف والزيغ، والشك والشكوك والإرتياب، والشبه المضلة، والمكابرة عن الحق، والتمادي في الباطل، واختيار الذي هو أخس وأحقر وأرذل، على الذي هو أشرف وأتم وأعلى، والتقليد الأعمى في طاعة الهوى والنفس والشيطان، وفي السهو والغفلة والتيه والغرور، وكفران النعمة، وضياع أنفاس العمر في ذلك.