كما أن تلك العقائد والأصول والفوائد تحت على اليقظة والإنتباه، واستدراك ما مضى من العمر بما بقي منه في الجد والاجتهاد، والمثابرة على طاعة الله عز وجل، وابتغاء ما يرضيه.
وقد أدرجت تلك المواضيع فيما يناسبها من خلال المجموعة تحريًا وسعيًا وراء بلوغ الفائدة المنشودة، وحتى تنتظم مع سوابقها، ويسهل الإطلاع عليها والتروي مما صيغ فيها.
وقد بذلت كلما في وسعي وطاقتي في جمع وإبراز هذه المجموعة، وقصدي في ذلك أن ينفع الله بها إخواني المسلمين، وأن أشارك إخواني الداعين إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق واللين، وحسن المعاشرة بقدر المستطاع، والله تبارك وتعالى يعلم المقاصد، وما أكنته الضمائر.
وأستغفر الله أن أبتغي بعملي هذا رياء أو سمعة، أو مفاخرة، أو مضاهاة، أو طلب محمدة، أو منزلة عند أي مخلوق كان، وإنما أردت بعملي وجه الله تعالى، وأن يثيبني عليه الثواب الجزيل في الدار الآخرة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}، {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}.
وإنه لجدير بكل مسلم أن يحب لإخوان المسلمين ما يحب لنفسه، وأن يكره لهم ما يكرهه لنفسه، وأن يهتم بأمورهم، ويسعى جادًا ومجتهدًا فيما به هدايتهم واستقامتهم، وإيصال النفع إليهم بما أمكنه قولًا وفعلًا، لا يألو جهدًا في ذلك.
فما من مسلم إلا وهو على ثغر من ثغور الإسلام، ومناط به مسئولية كبرى، وأمانة عظمى، كل بحسب حاله، ومكانته بين أفراد أمته، وبني مجتمعه، فمقل من هذه المسئولية ومستكثر، فلو صدق اللهَ كلُّ مسلم، ووفى بما