للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكريم والاعتناء بإتقان القراءة وتجويدها وحفظ سوره عن ظهر قلب.

بالإضافة إلى تعليمهم معرفة ربهم ودينهم بالأدلة ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحكام الطهارة والصلاة وسائر علوم العبادات والأخلاق والآداب والمعاملات.

ولم يكن رحمه الله يقتصر على التعليم للطلاب في الجلسات التي قررها كل يوم وليلة عدا يوم الجمعة وأيام الأعياد، بل إنه يعمم في التعليم لعامة الناس بمن فيهم كبار السن عن طريق الوعظ في المساجد والمجالس والمناسبات، وكان يتخذ نهج الأدب مع العلماء والتقدير لهم والاحترام فلا يعاجل في الموعظة ما دام أن في المجلس من هو أعلم منه حتى يتبرهن لديه أنه لن يتكلم أحد منهم فعندئذ يشرع في الموعظة لئلا يفوت الفائدة على المجتمعين فيتفرقوا دون حصيلة علمية يغنمونها ويستفيدون منها.

وكان أكثر ما يهتم به في الوعظ والتذكير الأصول الثلاثة ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومراتب الدين وأركان العبادة، وأركان كلمة التوحيد وشروطها وإيراد الأدلة عليها وبيان المسائل الأربع التي هي العلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه وبيان أنواع الطواغيت ونواقض الإسلام، وغيرها من العلوم المفيدة التي حفظها عن ظهر قلب لأن الله قد أخذ نور عينيه فلا يبصر بهما.

وكان على مقام كبير في الجد والاجتهاد والعزم والمضي والغيرة على دين الله والدعوة إلى الله والنصح لعباد الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى.

وبالجملة فهو يهتم بأمور صلاح المسلمين رجالًا ونسًاء كبارًا وصغارًا واستقامتهم ومصالح دينهم ودنياهم، وكان يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه ويكره لهم من الشر ما يكرهه لنفسه، وكان هذا المربي الناصح يقوم بتلك الأعمال الطيبة احتسابًا منه ولا يأخذ عليها أجرًا دنيويًا إنما يبتغي الأجر