فقال المريض: يا محمد بصوت ضعيف أنا ميت يا أبو عبد الله لا تعذبوني ما بي شدة خالص.
فقالت: ويش يقول ها الحبيب؟
قلت: يقول لا تعذبوني خالص، فقالت: أنا أم اعبيد والله ما يسوي عشاك الليلة إلا هو، ادجيلة وتخرج هالحين.
شبّ في ادلال اعبيد ولا تقضي متقهوي إلا هو صاحي إن شاء الله.
وأخذت تعمل الدواء والمريض ليس راضي يقول أنا ميت وعملت دواء وجعلته في ماء، وقالت: انهض راسه فنهضت رأس المريض وصارت تعطيه الدواء قليلًا قليلًا، ولما وصل الدواء إلى جوفه وأخذنا ما يقارب نصف ساعة، أو أقل، وإذا به يعمل زفرات وصار جوفه له اضطراب، فقالت: أنا لم اعبيد أمه، طاب الرجال.
ولكن تغير وجه المريض وظننت أنه الموت، فقلت يا ام اعبيد: الرجل تغير وجهه فقالت: خطاه الشر هذي دجيله، وهالحين يزوعها مع فمه.
وبعدما أخذنا قليل إذا هو يريد أن يطرش، وفعلًا طرش قطعة لحم وكأنها بيضة عصفور لها عروق مثل عروق الزرع، فقالت العجوز: أنا أم اعبيد امه، شفت يا رفيق المريض ضعف ابن أدم.
تقهو من دلال اعبيِّد، وأنتم من أي بلد؟ فقلت لها: حنا من أهل القصيم، فقالت: القصيم طويل عريض من أي ديرة من القصيم، فقلت لها: من أهل بريدة، فقالت: والله ونعم بأهل بريدة، أهل الدين وديرة السليم والشقراء.
بعد هذا الكلام أومأ المريض في يده فقال: اشويت يا محمد المرض الذي قبل في بدني يخف.
ويذكر ابن سعيد أنه قال للعجوز: وش رايك حنا نقيم اليوم أو نمشي؟