أمَّ في هذا المسجد ثم انتقل إلى مسجد السويد، وبقي في إمامته حتى أقعده المرض عن الإمامة حيث أصيب بجلطة لزم على إثرها البيت حتى توفي رحمه الله في شهر رمضان سنة ١٤٠٩ هـ (١).
عرفت الشيخ علي بن محمد السكاكر معرفة حقيقية، رغم كونه من الجيل الذي هو أكبر من جيلنا فكان يحضر معنا حلقات المذاكرة في العلم، وإن كان لا يكثر من ذلك، لأننا كان وقر في أذهاننا أن له تجارة أو فلاحة تعوقه عن بعض ذلك.
وكان قريبًا من شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، ولكن أصدقاءه الأقربين له هم آل عبيد وعبد الله بن سليمان بن حميد.
وهو صاحب أخبار ونوادر أذكر أن شيخنا الشيخ ابن حميد كان قد دعا جماعة من كبار المشايخ في بريدة ودعاني أنا لأنني من خاصة تلاميذه، وإلا فإنني أصغر منهم سنًّا.
وعادة المشايخ أن يتسامحوا في رواية القصص والأخبار إذا كانوا في نزهة في البرية للترويح عن النفس.
وكان من الحاضرين الشيخ (علي بن محمد السكاكر) وقد تحلقنا في حلقة واسعة حول الشيخ عبد الله بن حميد، فقال الشيخ موجها كلامه لعلي السكاكر: يا أخ علي، خَبَّر الإخوان بخبر المرأة مع الحشاش، والحشاش هو الذي يحش العشب أي يقطعه يحمله من البرية إلى البلدة أو المزرعة علفًا للماشية.
فقال السكاكر: حدثني فلان، قال: كان حشاش شاب صبيًّا عند قوم من أهل الخُبُوب غير متزوج بينما كان يحش العشب في جهة بعيدة من شرق بريدة ليس حولها أحد، إذا به يرى امرأة غريبة مقبلة عليه، فأسرع يلاقيها وبدون شعور منه، اقتربا واقفين وعلى كل واحد منهما ثيابه، وجعلت تقرب