الأيسر فقدم إليه مسرعًا ونادي على زملائه فحملوه مسرعين إلى عقلة الصقور ومنها إلى المستشفى المركزي في مدينة بريدة حيث قرر الأطباء أنها جلطة دماغية، وفي اليوم التالي أرسل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز طائرة خاصة نقلته إلى الرياض، حيث نوم في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وجلس فيه قرابة الشهرين قرر الأطباء خلالها أنه سيتحسن بنسبة ثلاثين بالمائة فقط، وأنه لن يستطيع التحدث إطلاقًا إلا إذا كان كرامة من الله سبحانه وتعالى، ثم أرسلت تقاريره الطبية إلى لندن فكان تشخيصهم مطابقًا المستشفى الملك فيصل، وبعد شهرين خرج من المستشفى فجلس في بيته تاركًا القيل والقال وكثرة السؤال، ومتفرغًا لعبادة الواحد الديان نرجو من الرحيم الرحمن أن يكون ما أصابه كفارة له.
حياته من مرضه نهاية عام ١٣٩٩ هـ حتى وفاته عام ١٤٠٩ هـ:
كانت الجلطة التي تعرض لها قد أصابت جنبه الأيسر (يده ورجله) فأصبح يحركهما بثقل شديد، كما انعقد لسانه عن الكلام، ومع الأيام تحسنت يده ورجله قليلًا فصار يستطيع المشي متكئًا على أحد أبنائه للذهاب إلى دورة المياه، أو للذهاب إلى المسجد الذي ظل محافظًا على الصلاة فيه جماعة حيث خصصنا له سيارة عند الباب تأخذه إلى المسجد في جميع الأوقات، وإذا قدر أن تأخر الموكل إليه بالذهاب به إلى المسجد ففاتته الصلاة ظل طول اليوم عابس الوجه لا يكلم أحدًا، ولا يشتهي طعامًا ودموعه تنهمر من عينيه لأنه لم يصل في المسجد.
ومن كراماته التي وهبها الله له في مرضه:
كان رحمه الله لا يستطيع الكلام إطلاقًا إلا كلمة "هيه" علمًا أنه يسمع ويعي ما يقال له، ويجيب عليه بالإشارة، وكنت أنا ابنه محمد وأخي إبراهيم