العلم المتفوقين، ويذكر الشيخ علي المشيقح أنه كان متفوقًا ومتميزًا في حلقتي الشيخين وأن العمل الإداري الذي تولاه قد أشغله عن التأليف والتدريس، حيث اكتفي بالدعوة إلى الله والفتوى لمن يسأله عن أمور دينه ودنياه.
ولما قدم الشيخ عبد الله بن حميد إلى بريدة أصبح والدي من كبار تلاميذه، ورشحه الشيخ عبد الله لرئاسة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بريدة.
الوالد اعتذر عن قبوله لأنه لا يريد أن يكون أعلى شأنًا من والده فكان يعتذر بخدمته، ولما توفي والده في نهاية شهر ذي الحجة عام ١٣٧٧ هـ، وبعد عدة أشهر عرض عليه المنصب ثانية فوافق بعد إلحاح شديد، فتولى رئاسة الهيئات بمسمياتها المختلفة من عام ١٣٧٨ هـ حتى أحيل على المعاش بناء على طلبه لمرضه وبلوغه السن القانوني، وذلك عام ١٤٠٠ هـ.
كان رحمه الله يتمتع بصوت جميل مما جعل الناس يفدون إلى مسجده "مسجد السويد" عندما كان على شارع الخبيب، وبخاصة في صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان المبارك مع العلم أنه كان يصلي عشرين ركعة مع الشفع والوتر.
وكان إذا ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح من ليلة السابع والعشرين من رمضان يذهب في صبيحة ذلك اليوم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة في رمضان حيث كان يحافظ عليها وعلى الحج في كل عام حتى أقعده المرض المفاجئ عام ١٣٩٩ هـ، وفي آخر مرة ذهب فيها إلى مكة المكرمة، وكان ذلك بعد ختمة القرآن الكريم في مسجده ليلة سبع وعشرين من عام ١٣٩٩ هـ، وفي ثالث أيام العيد وبعد أن خرج من المسجد النبوي في المدينة المنورة جلس مع أصحابه تحت إحدى الكباري في مدينة الحناكية للراحة وتناول طعام الغداء فاضطجع للنوم قليلًا، ثم لاحظه أحدهم متكئًا على العمود وساقطًا على جنبه