للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والجرو يرضع بنهم نظرًا لجوعه والمريضة مستسلمة للجراء وهي ترضع وكأنها ترضع أحد أولادها، والمرأة المعالجة جالسة إلى جوار المريضة وممسكة بيدها وما هي إلَّا دقائق حتى انتهى ما في ثدي المرأة المريضة من لبن.

فسحبت المرأة الممرضة أو المعالجة الجراء من المريضة وأمرتها بالنهوض والجلوس فنهضت المرأة المريضة وجلست بخفة وأحسست برغبة في الأكل فأحضرت لها الممرضة تمرا ولبنا فأكلت وشربت.

وذهبت المريضة إلى زوجها الجالس في بيت شعر ثاني (مجلس الرجال) وأخبرته أنها بدأت تتحسن صحتها وفعلا رأي زوجها ذلك في وجهها فسألت المريضة السابقة معالجتها، ما هو مرضها؟ ولماذا عالجتها بهذه الطريقة.

فقالت لها المرأة: إن في ثدييها وعيًا (١) ودمًا فاسدا قد تجمع واحتقن في الثديين وهو ما يسمى عند النساء (مغر).

وأخبرتها أن الجراء التي رضعت هذا الداء قد ماتت بالحال.

فشكرتها الزوجة وشكرها الزوج وأعطاها ثمن علاجها ولكنها رفضت أخذ أي أجر جزاها الله خيرًا (٢).

و(السكيت) أبناء عم للسدلان الذين سبق ذكرهم قريبًا، بل إنهم كانوا في الأصل أسرة واحدة، لذلك تجد أسماء مثل (سكيت) مشتركة بينهما، وقد نقلت هناك بعض ذلك.

ونزيد هنا إيراد شهادة لسكيت آل علي بن سدلان في وثيقة مكتوبة في جمادى الأولى عام ١٢٩٠ هـ بخط محمد آل عبد الله بن عمرو.


(١) الوعي: القيح.
(٢) سواليف المجاس، ج ٢، ص ٥٤ - ٥٧