ويعتبر (محمد بن إبراهيم السكيتي) هذا أهم رجل في هذه الأسرة قبل شيوع شهرة ابن أخيه الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي.
ومنهم شيخنا الفقيه الأصولي صالح بن عبد الرحمن السكيتي ترك مهنة أبيه وأعمامه في السفر على الإبل طلبا للرزق وتفرغ من صغره لطلب العلم حتى أدرك، وكان استثناء في هذه الأسرة حتى سمعنا مثلا معناه: إن الشيخ صالح السكيتي في أسرته مثل السراج لهم.
وذلك أن طبيعة أسرتهم وعملهم كان الأسفار مما يترتب عليه من بعد عن حلق الذكر ومجالسة المشايخ.
عُيِّن الشيخ صالح السكيتي في عام ١٣٦٣ هـ قاضيًا على المذنب، وكان عمري إذ ذاك تسع عشرة سنة، ومع ذلك كنت أقرأ عليه في المسجد الذي كان يؤم فيه وهو مسجد الأمير عبد العزيز بن مساعد في شمال بريدة القديمة، وغير بعيد من جهة الشمال عن بيتنا، فطلب مني أن أذهب معه إلى المذنب كاتبًا وقارئًا عليه، لأن المشايخ العلماء في تلك العصور لا يدعون الوقت يذهب بدون قراءة من كتاب من كتب الحديث وهو الأغلب، أو من كتب التفسير.
فقلت له: إنه يحسن أن يذكر ذلك لوالدي، وقال له والدي: إذا كان فيه (خريجية): تصغير خرجية وهي المال غير المحدد الذي كانت الحكومة تعطيه لمن يذهب في مهمة رسمية وليس له راتب محدد.
فقال الشيخ السكيتي: فيه خرجية حنا رايحين بأمر الحكومة، ولا يمكن إلَّا تخرجنا الحكومة.
وسافرنا على الإبل من بريدة إلى المذنب، وبقينا هناك أربعين يوما عدنا بعدها إلى بريدة، وقد ذكرت تلك السفرة في كتاب (رحلات في البيت).