وقد عاد الشيخ إلى المذنب بدون أن أذهب معه مرة أخرى، ثم صار يذهب إليه القضاء فيه في أوقات متباعدة، إلَّا أن أصحاب القضايا المهمة كانوا يحضرون إليه في بريدة ليفصل بينهم بناء على أمر من الحكومة.
وفي تلك السنوات استمر طلبي العلم حتى عينت مديرًا للمدرسة المنصورية في بريدة عام ١٣٦٨ هـ ثم مديرًا للمعهد العلمي في بريدة عام ١٣٧٢ هـ قلت لصاحب السماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس الكليات والمعاهد العلمية ومنها معهدنا، وذلك قبيل افتتاح المعهد: إنا لكي نجتذب طلبة العلم الذين سيكونون عماد المعهد العلمي وكنا نخاف أن يهجروه لابد من تعيين المشايخ كبار طلبة العلم في بريدة وهم أربعة: الشيخ صالح الخريصي والشيخ صالح السكيتي والشيخ صالح البليهي والشيخ علي بن إبراهيم المشيقح، نعينهم مدرسين في المعهد.
وقد وافق على ذلك فكتبت أربعة كتب متناظرة لكل واحد منهم كتاب وختمها الشيخ محمد بن إبراهيم فسلمت كل واحد منهم كتابه بعد أن وصلت إلى بريدة وتكلمت معه والشيخان الخريصي والسكيتي شيخان لي، أما البليهي وابن مشيقح فهما زميلان، وإن كانا من جيل في العمر متقدم على جيلنا.
وبعد محاولات مع الشيخ صالح السكيتي وترغيبه في الوظيفة، ومن ذلك قولي له: إنني أنا مدير المعهد ولكنني تلميذكم وسوف أظل كذلك، كتبت للشيخ محمد بن إبراهيم أن ينقل الشيخ السكيتي مدرسًا في معهدنا وقد أبرق بذلك إلى ولي العهد الملك سعود - آنذاك - فوافق عليه وطلب منه أن يبحث عن قاض للمذنب، بديل عن الشيخ السكيتي.