للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حار الطبيب وحار الطب إذ عجزت ... عنه الأكف فما امتدت إليه يد

وضاق عنك الذي ترجوه من مدد ... إلَّا من الله نعم الرفد والمدد

قد طال عيشك بين الأهل في رغد ... واليوم أمسيت لا مال ولا ولد

وودع الناس في حزن وقد يئسوا ... حتى المحبون راحوا عنك وابتعدوا

وضجت الدار والأولاد قد فزعوا ... عند الوداع وكل ناله كمد

بكى الصغار فرووا أمهم حزنًا ... وفتشوا عنك في عزم فما وجدوا

بالأمس باتوا رقودًا في منازلهم ... واليوم هم من عظيم الهول ما رقدوا

لمثل هذا فجدوا في تزودكم ... إن التقى خير زاد، والتقى رشد

لا مال ينجيك بعد الموت تسلمه ... كلا ولا منصب يغني ولا عدد

كم من قتيل تخطى الموت هامته ... فشيعوه وهم للموت قد وردوا

هي القلوب عليها غلفة ختمت ... وحولها شدت الأطناب والعقد

وحينذا كل ما تبديه من ندم ... وتستفيق، ولكن قد مضى الأمد

وسوف تصحو إذا ما حشرجت علنا ... فكالأباطيل لا متن ولا سند

ومن شعر سليمان بن أحمد الأحمد هذه القصيدة بعنوان: (يا إمام القصيد):

يا إمام القصيد طب يا إمام ... لك منا قبل النشيد السلام

قل فما زلت للحقيقة رمزًا ... أنت للشعر حلية بل وسام

غرد الشعر في سما الحق يثني ... ومع الحق يُستطاب الكلام

عندنا الشعر تائه حين يُلقى ... وإذا قلت في يديك الزمام

راية الشعر يدعيها أناس ... وإذا أنشدوا تولوا وهاموا

أي شعر عن البحور تخلى ... أي فن فيه يشاع الحرام

فقد الصدق في المحافل فنٌ ... جاور الصافنات فيه النعام

فتراهم يلوون كل قصيد ... حَسْب ما كان يقتضيه المقام

حين يثني الفتى يصير إمامًا ... وإذا الحق قيل يُنسى الإمام

جعلوا الشعر للنفاق صديقًا ... فمشوا فيهما فبئس الوئام