القُوَيْعُ
قالوا (القويع)، فقلت نعم المسكن ... سأجيد في وصف له وأطيل
مهما تطاول ما يقال بحقه ... لكن ذاك تناقض مشلول
فهو الطويل إذا عرضنا طوله ... والعرض إن قصرته فطويل
وهو المنقي للهواء باثله ... وبرمله يتنشط المعقول
وإذا جلست بحيه أحببته ... ومكان غير (قويعنا) مملول
فإذا نظرت لغيره في صيفه ... تجد الحرارة، والشتاء صقيل
وإذا نظرت لشمسه فهدئية ... وإذا نظرت لظله فظليل
إن جاء برد قارس فبدورنا ... أو جاء صيف صائف فنخيل
إن (القويع) أقولها بصراحة ... لا يستطيع لوصفه مفلول
إن هب ريح أصبحت أغصانه ... كالراقصات يميلها فتميل
وإذا الرياح تخللت أشجاره ... حياك من بين الغصون عليل
أهل (القويع) جماعة محبوبة ... وبذاك للمستخبرين دليل
مهما تباين بعضنا عن بعضنا ... في النائبات سينتهي ويزول
فالجار مسئول هنا عن جاره ... وجميعنا عن غيره مسئول
ومن قصائده الفصيحة:
وقفة عند ساعة الاحتضار (١)
شارات طرفك تبدي كل ما تجد ... وصوت حزنك لا يصغي له أحد
والدمع يرسم حزنا في تحدره ... والصدر من وطأة الأنفاس مرتعد
عهدت جسمك غضا في نضارته ... ما باله اليوم مما فيه يتقد
(١) المناسبة: بعد زيارة لأحد الشباب في المستشفى وكان قد حصل له حادث فأصيب بغيبوبة دامت تسعة أشهر انتقل بعدها إلى الدار الآخرة، وكان لا يملك من حواسه إلَّا البصر فقط، ولا يملك من التعبير إلَّا العبرات.