وقد ذكرني ذلك بما رواه الإمام أبو نعيم الأصبهاني في كتاب الشعراء أن لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وهو أحد شعراء المعلقات قال: ما قدرت على أن أقول بيتًا واحدًا منذ أسلمت، فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر قد فهمت ما ذكرت، وأنه لم يدخل قلب رجل منهم الإيمان كدخوله قلب لبيد، فاعرفوا له حق الإسلام وكرامته.
فلما كان بعد لقيه عمر فقال: يا لبيد، ما فعلت:
عَفَتِ الدِّيار مَحِلُّها فمُقامها؟
يعني معلقته المشهورة التي هذا أولها - فقال لبيد: أبدلني الله بها - يا أمير المؤمنين خيرًا منها، قال: ماذا؟ قال لبيد: سورة البقرة، قال عمر: صدقتَ والله.
وكان سليمان السلطان ممن يأخذون بعض الأمور التي كان الناس يهتمون بها عفوا، ولا يبالي كما حدثني صالح بن إبراهيم السيف، قال: عزم سليمان السلطان الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة على قهوة بعد صلاة العشاء وعرف بعد ذلك أنه لا يوجد عنده سكر، وكان يظن أنه موجود ولم يكن يوجد أحد يفتح دكانه في الليل يبيع سكرا في ذلك الوقت فما كان منه إلَّا أن حلى الشاي بالدبس وهو الذي يخرج من التمر حلوا لذيذا نافعا، بل هو أنفع من السكر الأبيض ولكن طعمه لم يكن مألوفا كطعم السكر.
مات سليمان السلطان عام ....
ومنهم ابنه الشيخ سلطان بن سليمان العرفج كان زميلًا لنا في طلب العلم فالتحق بالمعهد العلمي في الرياض في وقت مبكر نسبيًا ثم بكلية الشريعة حتى تخرج فيها وعين في التعليم.
وكان أبدى لي قبل ذلك حيرته بين الاستمرار في طلب العلم مع ما يراه.