ومنهم عبد الرحمن بن عبد الله السلمي كان يخرص أيضًا ثمار النخيل والزروع للزكاة في زمن حكم محمد العبد الله بن رشيد.
وقيل: إن الأمير محمد بن رشيد طلب منه أن يزيد في خرص النخل، لأن في ذلك زيادة في نصيب الأمير من الزكاة.
فامتنع من ذلك.
فقال له ابن رشيد: فلان يخرصها أكثر، قال: ذاك يزود الخرص ويخليك تأكل حرام.
لكن تراي ما أخرص بعد هذا، فقال له محمد بن رشيد: أبدًا ما يخرص عقب هذا إلَّا أنت.
مات عبد الرحمن السلمي عام ١٣٣٦ هـ، وهو جد العلماء آل عبيد من جهة الأم، الذين منهم عبد المحسن العبيد الزاهد المتأوه، وأخوه فهد بن عبيد الواعظ الشهير وإبراهيم العبيد صاحب التاريخ، لذا ذكره في تاريخه فقال:
كان خارص الأمير حسن المهنا الذي يبعثه عاملًا للزكاة جدنا من قبل الأم وهو عبد الرحمن بن سلمي، وقد امتاز بالعدل والإنصاف في خرصه لا يظلم الناس ولا يجور في الخرص، ولما وشي به بعض الأعداء إلى الأمير حسن بن مهنا بأنه يتسامح ولا يأخذ الزكاة كاملة بعث إليه من يفتش عليه في خرصه ويدقق، وكان ذلك بعد ما جعل الصدقات في سجلها وتصرف الفلاحون بالثمار فغار لذلك عبد الرحمن ومزق السجلات واشتد غضبه ورجع إلى الأمير قائلًا: كنت أتيك بها نقية فبعثت لي من يأتي بها قذرة، فالعفو أريد أيها الأمير.
ولما خرج من عنده غضبان آسفا جاء المفتش إلى الأمير وجلس قائلًا: أيها الأمير انه مزق الأوراق خشية أن أعرضها على الثمار، فأرى عمله وعلاوة على ذلك يقول اذهب إلى سيدك يجعلك عاملًا فما لدي له خير.