فعند ذلك أحضره الأمير لديه واسترضاه، وقال له: قم يا عبد الرحمن فلا معارض لك بعد هذا اليوم، ولكن كيف نصنع بالذين ضاع حسابهم ولم نقف على خبرهم، فقال العامل عبد الرحمن وكان حافظًا يجيد سرد الزكوات من حفظه فأملاها على البديهة كما كانت، وذكر كاتبه أنها على وفق وضعها في السجل، وكان سكرتير الأمير حسن بن مهنا والدنا السعيد قدس الله روحه وذلك الجودة خطه وأمانته فكتبها كما ألقاها الخارص.
أما عبد الرحمن هذا فمن نكته أنه خرص مرة ثمرة مزارع فضج المزارع يقول: ظلمتني يا خارص فإنه لا يبلغ الزرع هذا القدر، فأجابه قائلًا: بعه علي فقد اشتريته بخرصي فخجل المزارع وسكت (١).
ومنهم محمد بن ناصر السلمي من معلمي البناء بالطين المشهورين، وابنه ناصر من كبار رجال الأعمال التجارية في بريدة - ١٣٩٧ هـ، وقد اشترك في التجارة مع فهد الغنام، فلما مات فهد كان من الطبيعي أن يقسم المال المشترك بينهما فيعطي ورثة فهد الغنام نصيبهم منه، ولكن الورثة رفضوا ذلك وفيهم نساء، وقالوا: لا يمكن أن نترك الشراكة التي كانت بين والدنا المتوفى وناصر السلمي تنتهي، وقرروا الاستمرار فيها! ! !
وجدت وثيقة مؤرخة في الثالث من شهر ذي القعدة سنة ١٢٧٩ هـ بخط حمد آل محمد بن مضيان وتتضمن مداينة، الدائن فيها هو غصن الناصر وهو من آل سالم الأسرة الكبيرة القديمة السكني في بريدة، وهو راس أسرة الغصن الذي هم من السالم، والمستدين فيها مشاري بن قنبر ولا أعرف عنه شيئًا، ولكنه كان فلاحًا في ملك بنت شهيب في شمال خب البريدي، فهو إذًا لا يملك النخل الذي يعمل فيه.