نفتقد استشعار كبر المسئولية على المدرس في ما يتولى وما يقول وما يعمل.
أذكر أن طالبًا في المرحلة الابتدائية لعب عند المدرس في الفصل فأراد المدرس أن يضربه ورفع عليه العصا فأمسك الطالب العصا وقال للأستاذ إنك لا تستطيع أن تضربني.
واستغرب الأستاذ هذا التصرف وهذا الكلام فتوقف وقال للطالب لماذا؟ فقال له الطالب لأني في ذمة الله لأني صليت الفجر في جماعة، ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فعجب الأستاذ من يقين هذا الطالب بهذا الحديث فترك عقوبة الطالب وأثنى عليه.
المرحلة الثانية: بدأت معي هذه المرحلة بعد مزاولة عمل الإدارة فأنا رجعت للتدريس منذ خمس سنوات، وأدركت أن مهنة التدريس لابد لها من جوانب أساسية تكون مستقرة في قلب المدرس ألخصها في النقاط التالية:
- استحضار الإخلاص لله عز وجل بنفع هؤلاء الطلبة وتحري مواقع النفع لهم واستغلال كل فرصة لذلك، ومن عاش هذا الهم طالبًا الأجر من الله فإن التدريس يصبح عيشة السعداء، ولذة المربي الذي يجد نفسه في تمام الأنس والراحة وهو بين الطلبة مربيًا وحانيًا ووالدًا تهمه معاناة الطلبة وآلامهم وآمالهم ومستقبلهم.
- أن تستشعر أن الطالب ليس لنا خصمًا ولا قرينًا ونحاول جاهدين أن نمحو من ذهن الطالب أننا موظفون لديه نحضر لنقدم المطلوب له رسميًا ثم إذا دق الجرس انتهى الذي بيننا وبينه، فهذا الشعور يباعد بيننا وبين الطلاب، ويقضي على الروح التي يجب أن تسود في الجو التربوي التعليمي.
- نعم نحن بحاجة إلى الناحية الرسمية في الأسئلة والمنهج والنجاح والرسوب والعقوبات من قبل لوائح المدرسة وغيرها، لكن المعاملة بين الطالب والأستاذ هي