ولما عاد من الرياض مر بالشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين بشقراء، فأقام عنده سنتين أو أكثر، وهذه هي القراءة الثانية على الشيخ عبد الله، فكان الشيخ عبد الله يكرمه ويبره.
قال الشيخ صالح العمري: حدّثني الجد الشيخ عمر بن محمد بن سليم رحمه الله قال: لما كان الوالد الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم والشيخ محمد بن عمر بن سليم عند الشيخ عبد الله أبي بطين في شقراء، ودخل شهر رمضان صار الشيخ عبد الله أبوبطين يأتيهما بالسحور بنفسه، فقالا له: أيها الشيخ، إذا أردت أن تعطينا شيئًا فأخبرنا نأتي لأخذه ولا تكلف نفسك، إحترامًا منهما له، وتوقيرًا لعلمه، فرد عليهما بقوله: يا أبنائي لا تحرماني الأجر؟ ! .
وهكذا نرى الرابطة القوية والتعاطف وحب الخير في علمائنا السابقين رحمهم الله جميعًا.
وحدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللطيف رحمه الله قال: لما سافر الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم والشيخ محمد بن عمر بن سليم من الرياض إلى بريدة بعد انتهاء دراستهما على العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن لجلسائه: أخذ العلم اثنان: الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم بصدره والشيخ محمد بن عمر بن سليم بقلمه وصدره.
وكان الشيخ محمد بن عبد الله سريع الحفظ قوي الذاكرة، ويقال بأن الشيخ عبد الرحمن بن حسن قال: إنّ الله قد جعل العلم بين عيني الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، كما كان الشيخ محمد بن عمر جيد الخط سريع الكتابة حتى إنّه لم يترك كتابًا كان يمكن نسخه إلَّا ونسخه خلال إقامته بالرياض.
وقد أحضر معه من الرياض مجموعة من كتب الفقه بخطه رحمه الله،