للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أن يتوسط له الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن بسام رحمه الله لأنه كان له مقام لدى محمد بن رشيد:

يقضي على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسن

فقبض عليه محمد بن رشيد وسجنه هو وأولاده وأقاربه والمسجونون هم حسن المهنا وولداه صالح وسليمان ومحمد العبد الله المهنا، ومحمد العلي الصالح أبا الخيل وعبد العزيز العلي آل محمد أبا الخيل، ستة رجال (١).

ولم يذكر الشيخ عبد الله بن بسام هذه الوساطة إن كانت حصلت بالفعل، ولم يلق لوما على جده عبد الله بن عبد الرحمن البسام في عدم التوسط لأمير القصيم المهزوم الكسير الرجل، وهو الكبير في السن الذي ليست لديه مقاومة ولا غناء في الحرب، وقد قصد آل بسام بالفعل لكي يتوسطوا له عند ابن رشيد.

ولم نلق اللوم على ابن بسام في ذلك، لأن الذي كان حصل بين محمد بن رشيد وبين أهل القصيم بقيادة حسن المهنا فوق ذلك.

الرسائل العلمية:

العلماء الكبار لابد أن يكونوا تبادلوا رسائل مع علماء آخرين فيما يتعلق ببعض المسائل العلمية، سواء أكان ذلك في وقت الطلب، أو بعد أن صاروا علماء، وذلك أمر طبيعي، ولكن قدمنا أن أهل نجد لم يكونوا يهتمون بتوثيق المعلومات العلمية الدينية، إلا من ناحية حكمها في الشرع وبيان ما إذا كانت داخلة في الحلال أو الحرام على سبيل المثال.

لكن أن يسجل العالم منهم ما سمعه من غيره من العلماء في المسائل فإنهم لا يفعلون ذلك إلا نادرًا، وذلك النادر يكون خاصا ببيان ناحية الحكم


(١) خزانة التواريخ، ج ٥، ص ٣٨.