مدينة الدرعية، وذلك وقت قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بتجديد الدعوة السلفية فيها، فلما خربت الدرعية من جراء الجيوش العثمانية التي يقودها إبراهيم باشا، رحل منها والد المترجم (عبد الله بن حمد) وابن عمه (عمر بن عبد العزيز بن آل سليم)، وسكنا في مدينة بريدة، واستقرا فيها واستوطناها.
فوُلد المترجَم الشيخ محمد فيها عام ١٢٤٠ هـ ونشأ وتعلَّم في كتاتيبها مبادئ الكتابة والقراءة، ثم حبب إليه العلم فشرع في القراءة على علماء القصيم، وكان من أشهرهم قاضي بريدة الشيخ سليمان بن مقبل وقاضي الرس الشيخ قرناس بن عبد الرحمن.
فلما عيَّن العلَّامة الشيخ عبد الله ابابطين قاضيًا في مدينة عنيزة لازمه المترجم واستفاد منه، ثم رحل إلى الرياض للأخذ عن العلَّامتين الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه الشيخ عبد اللطيف، فشرع في القراءة عليهما، كما ذهب إلى شقراء بعد أن عاد إليها شيخه الشيخ عبد الله أبابطين من عنيزة، فاستأنف عليه الدراسة والاستفادة.
ولم يزل في الجد والاجتهاد حتى أدرك إدراكًا تامًا في العلوم الشرعية والعلوم العربية، وعاد إلى بلده بريدة، وقد صار من كبار العلماء لا في القصيم بل في بلاد نجد كلها.
وتصدى للتدريس والإفادة، فرحل إليه طلاب العلم والمعرفة من أرجاء بلدان القصيم، وتفرغوا للانتفاع من علمه والاستفادة منه حتى تخرَّج عليه جمع كبير وجم غفير من العلماء المشهورين.
وكان القاضي في مدينة بريدة شيخه الشيخ سليمان بن مقبل، فمكث في القضاء سنين طويلة حتى كبر وسئم، إلَّا أنه يعلم أن أمير بريدة حسن آل مهنا