للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يعفيه من القضاء أبدًا، فلما جاء عام ١٢٩٦ هـ سافر إلى مكة المكرمة، وأظهر أن سفره لأداء العمرة، وأناب عنه في القضاء الشيخ محمد بن عمر بن سليم، فلما وصل إلى مكة كتب إلى حسن المهنا بأنه كبر سنه، وضعف جسمه، ويريد المجاورة في مكة، ويطلب إعفاءه من القضاء.

وكتب إلى نائبه الشيخ محمد بن عمر بأن يترك القضاء، فقد انتهت نيابته عنه، فلا يقضي، وأشار على حسن المهنا بنائبه الشيخ محمد بن عمر، فعرضه عليه فرفض، فألزمه القضاء كرهًا، فباشره عدة أشهر، ثم عمل الحيلة التي عملها الشيخ بالنجاة من القضاء، حيث سافر إلى مكة للحج، ومنها كتب لحسن المهنا برفضه القضاء (١).

إلى أن قال الشيخ عبد الله بن بسام:

جلس في النبهانية قرابة خمس سنوات، فكانت مدة قضائه في بريدة تزيد على عشرين سنة.

وللتمرجَم أجوبة على مسائل كثيرة، وكان يكره كتابة أجوبته على المسائل تورعًا لئلا يؤخذ بها بعده.

والمترجَم من كبار العلماء المطلعين، ومن أصحاب الوقار والسمت والعدل والعفاف في أحكامهم وقضائهم، كما أن له زعامة شعبية ومحبة لدى عارفي فضله ومقدري علمه، فكانت الرسائل الودية والمسائل العلمية تتبادل بينه وبين شيخه الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ والشيخ العلَّامة عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين، وقد اطلعت على إجازة للمترجَم له من شيخه عبد الله أبابطين أجازه بمروياته، وأثنى عليه الثناء العاطر.


(١) علماء نجد خلال ثمانية قرون، ص ١٥٨.