للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يزل قائمًا في عمله محبوبًا في وطنه، عامرًا مجالسه بالتدريس والوعظ والتوجيه حتى توفاه الله تعالى في مدينة بريدة عام ١٣٢٥ هـ. وقيل ١٣٢٦ هـ (١).

وهم:

من التخليط في أمر الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ما ذكره الأديب الراوية محمد بن علي العبيد في كتابه المخطوط (النجم اللامع، للنوادر جامع) حين قال:

أخذ الشيخ محمد بن سليم يحرض الناس على قتال ابن رشيد ويرى أنه جهاد، فلما استولى ابن رشيد على القصيم عاتبه وتهدده ونفاه من بريدة إلى النبهانية يسكن فيها، ولكن عبد الله العبد الرحمن البسام بعدما مضى عليه شهور وهو في منفاه في النبهانية فشفع فيه عند ابن رشيد أن ينزل البكيرية فشفعه في ذلك ونزل البكيرية.

ورتب له من الزكاة ما يكفيه من عيش وتمر وكان في تهدده له أن قال له أنت يا شيخ محمد تحرض الناس على قتالنا وتطبق الآية الذي نزلت في حق المشركين علينا بأن تخطب في الناس وتقول {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} والله لولا ما وضع الله بصدرك من العلم وأني محترمه لأجل علمك أن تخطي ثلاث خطوات وأنت بلا رأس ولكن يشهد الله أني أحترمك ومات رحمه الله وهو في منفاه في البكيرية (٢).

والوهم في كلامه في أكثر من موضع ومن ذلك قوله: ولكن عبد الله بن عبد الرحمن البسام بعدما مضى عليه ستة شهور وهو في منفاه في النبهانية شفع فيه عند ابن رشيد أن ينزل البكيرية، فشفعه في ذلك ونزل البكيرية.

وهذا غير صحيح أصلًا فقد حدثني المرافقون للشيخ أنه بقي في النهاية ثلاث سنين، وعندما ارتخت قبضة ابن رشيد على الحكم في عام ١٣٢١ هـ


(١) ابن بسام في ٨ قرون، ص ١٥٠ - ١٥١.
(٢) النجم اللامع للعبيد، ص ٤٢ - ٤٣.