بالمقبورين هذه حكمها حكم بلاد الكفار التي لا يجوز السفر إليها.
ولما يعلمه الملك عبد العزيز من الاختلاف والتنافس بين الطرفين عين الشيخ عبد العزيز بن بشر وهو من أهل الأفلاج في قضاء بريدة لكونه يعتبر محايدًا بين الطرفين.
واستمر في القضاء حتى وصل إلى علم الملك عبد العزيز أن بعض أتباع الشيخ ابن جاسر تقربوا منه وأنه مال إليهم، وقيل: إن أتباع المشايخ آل سليم شكوا ذلك للملك عبد العزيز فأمر بنقله إلى قضاء الأحساء.
وسمعت من أشياخ من أشياخنا أن الشيخ ابن بشر تزوج من بريدة وناسبه المقام فيها، فلما أمر الملك عبد العزيز بنقله إلى الأحساء طلب منه أن يعفيه من ذلك، وأن يأذن له بالبقاء في بريدة من دون القضاء.
قالوا: فلم يقبل منه الملك عبد العزيز ذلك وانتقل بالفعل قاضيًا على الأحساء.
فعزم الملك على تعيين الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم هذا في القضاء وذلك في عام ١٣٣٣ هـ، وكان الشيخ عبد الله بن سليم يومذاك قاضيًا في البكيرية.
ولما علم بعض كبار عقيل وأنصار الشيخ ابن جاسر بذلك أرادوا أن يكلموا الملك بشأن عدم رغبتهم في تعيين الشيخ عبد الله قاضيًا على بريدة وما يتبعها من القصيم.
وتواعدوا بأن يقولوا ذلك للملك عبد العزيز في دعوة غداء عند شخص كان الملك عبد العزيز سيتغدى عنده.
وقد بلغ الملك عبد العزيز عزمهم على الكلام معه في شأن الشيخ عبد الله بن سليم فاستبقهم في ذلك، وكان الوقت صيفًا وقد قدم داعيه قنوانًا جيدة ريانة من تمرة الشقراء الشائعة آنذاك في القصيم وكانت تسمى (شقرا مبارك) فقال يخاطب أولئك القوم الذين كانوا عزموا على أن يتحدثوا معه بعدم تعيين الشيخ