عبد الله بن سليم قاضيًا بقوله: أنتم يا أهل القصيم غابنين اللي غيركم بشجرتين: شقراء مبارك والسليم، ويقال إنه قال: شقراء مبارك وشجرة السليم.
فسكتوا ولم يتكلموا معه في شيء من هذا الخصوص أبدًا، وتولى الشيخ عبد الله بن سليم القضاء في بريدة، وكان عاقلًا رزينًا مجاملًا في غير قول الحق، فأحبه الناس، حتى الذين كانوا يتوجسون خيفة من تعيينه بأنه سيكون ضدهم.
وقد بلغ من المنزلة في النفوس مبلغًا عظيمًا حتى كان يوم موته الذي أدركته في شهر محرم عام ١٣٥١ هـ يوم حزن ومأتم لأهل بريدة حتى النساء، وذلك لما كن يعرفن عنه وما شعرن بأن أزواجهن أصيبوا بفقده!
فبمجرد أن صار الناس يتناقلون خبر موته من أجل الصلاة عليه وذلك في الضحى أخرجنا صاحب مدرستنا سليمان بن عبد الله العمري من المدرسة، وكذلك أغلق أهل الدكاكين دكاكينهم، ولف الناس حزن عظيم ورهبة أو خوف من المستقبل لا أدري مبعثه.
قال الأستاذ ناصر بن سليمان العمري يذكر شيئًا من أوائل مدة الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم في قضاء بريدة، وانتقاله من قضاء البكيرية إلى بريدة:
الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم عالم جليل معروف بالورع والبعد عن المطامع الدنيوية والترفع على الناس، فهو رجل متواضع يعيش كفافًا لا له ولا عليه، تولى القضاء في البكيرية من بلدان القصيم ثم تولى القضاء في بريدة بعد الشيخ عبد العزيز بن بشر بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وقد درَّس في البكيرية مدة وجوده فيها ودرس في مدينة بريدة مدة وجوده بعد تأهله للتدريس، ولما تولى القضاء في بريدة جمع أقاربه بدعوتهم لتناول الطعام وبعد أن فرغوا من طعامهم قال لهم إنني لا أحب أن يأتي إليَّ أحد منكم بخصم يخاصمه عندي في أمر من أمور الدنيا، فمن جاءني منكم بخصم يخاصمه فليعرف أنه لن يكسب القضية عندي، وهو بذلك يريد