مروياته في مدينة دلهي ثم سافر إلى مدينة بوبال فقرأ على صديق حسن خان بالحديث والمصطلح وأجازه في الأمهات، وفي مسند أحمد وعاد إلى وطنه يحمل مشاعل العلم والعرفان فتعين إمامًا في مسجد الجديدة في شمال عنيزة وواعظًا ومرشدًا ومدرسًا فيه.
وكان واسع الإطلاع في الحديث ورجاله وفي الفرائض وجلس للطلبة في الجديدة، وأجاز ثلة من أبرزهم شيخنا عبد الرحمن بن سعدي ووالدي عثمان بن صالح القاضي ومحمد أمين الشنقيطي نزيل الكويت، ثم الزبير والورع الزاهد صالح الزغيبي إمام الحرم النبوي وعبد الله المحمد المطرودي وعبد المحسن السلمان وإبراهيم الغرير وسليمان الصالح البسام وعبد الله العبد الرحمن المحمد البسام وعبد الرحمن العقيل، وكان له إخوة في بريدة، يتبادل معهم الزيارة وأخوه من أمه يتبادلون أيضًا معه الزيارة، وكان من أخص أصحابه شيخه الورع الزاهد عبد الله بن مفدى ولما حصلت عليه المضايقات وسكن عنيزة صار في ضيافته أربع سنوات.
وكان يرحمه الله عمدة في التوثقات وعقود الأنكحة أفني عمره في نفع الخلق بهما وحريصًا على إصلاح ذات البين، وله مخطوطات كثيرة بقلمه المتوسط الواضح فمنها زاد المعاد والمعارج والكافي المجلد الأول في مكتبة جامعنا وتفسير البغوي والروح والجلالين وتبصرة ابن الجوزي وكانت الكتابة مهنة له وله مؤلف جمعه بقرؤه على جماعته انتقاه من مراجع كثيرة ووظائف الشهر رمضان وعشره الأخير.
ووافاه أجله المحتوم مأسوفًا على فقده في ١٥ من شهر شعبان من عام إحدى وستين بعد الثلاثمائة من الهجرة وحزن الناس لفقده وصلى عليه في الجامع الكبير ودفن بالجميدي بمقبرة الخندقية.