العلم مغريات ولا تسهيلات، ولا مخصصات، بل ولا أوقاف موقوفة عليهم كما في الأمصار، وإنما هي الرغبة الشخصية واحتساب الأجر من الله تعالى.
وقد أحصى الأستاذ صالح العمري من المشايخ وطلبة العلم وكلهم من الذين أخذوا العلم عن الشيخ عمر بن سليم، فبلغ عددهم خمسمائة وثلاثة من بين عالم وطالب علم وفيهم أئمة مساجد ووعاظ، ذكرهم الشيخ صالح العمري، وذكر شيئًا مختصرًا لأحوال بعضهم (١).
وقد أصبح الشيخ عمر بن سليم من علماء نجد الذين لا يكون ذكرهم كاملًا إلَّا إذا ذكر فيهم، فكان يحضر معهم إذا حضروا عند الملك عبد العزيز أو كتبوا إليه في شأن من الشئون، والكتابات الموجهة إلى العلماء من الملك عبد العزيز شاهد على ذلك، كذلك الكتب الموجهة من العلماء إلى الملك عبد العزيز التي تتضمن النصح في بعض الأحيان وتتضمن في أكثر الأحيان ذكر مسألة معينة يرون أن الملك بحاجة إلى أن يخبر بها أو أن يطلب منه أن يجري نحوها إجراء.
وهذه أيضًا يوجد بعضها محفوظًا في الرياض.
وقد بلغ الشيخ عمر بن سليم منزلة عظيمة في نفوس العامة جعلتهم في عهدي وأنا صغير يتسابقون لرؤيته إذا قيل إنه سيمر بسوق البيع والشراء كما يتسابقون إلى رؤية ملك.
وكان إلى ذلك مهيبًا محترمًا من الجميع يرضى الجميع بأحكامه إلا من كان ذا هوى منهم، وقليل ما هم.
فما سمعت طول حكم القضاة من آل سليم الذي أدركته، وما لم أدركه حدثني عنه من أدركوه أن أحدًا اتهم قاضيًا منهم بالجور في القضاء، أو أنه حصل لنفسه