للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على شيء من عرض الحياة الدينا، بل الجميع ساكتون أو مثنون عليهم، فهم ممن لا يتطرق الشك إلى أذهان الناس في نزاهتهم وعدالتهم في قضاياهم.

هذا مع العلم بأنه توجد طوائف ممن لا يودونهم، من أتباع الشيخ إبراهيم بن جاسر وأمثالهم، ولا يستطيعون أن يجدوا مغمزًا في سيرتهم في القضاء.

بل إن الذين يخالفونهم أو قد يبغضونهم كانوا يعترفون لهم بالعلم والكفاءة.

ومن أولئك الذين لا يحبون الشيخ عمر بن سليم بسبب ما قلناه من كونه من أتباع الشيخ إبراهيم بن جاسر ومن تلاميذه إبراهيم بن علي الرشودي وهو أحد جماعة بريدة الثلاثة الكبار عند الملك عبد العزيز آل سعود الذين هم فهد الرشودي وعبد العزيز بن حمود المشيقح وإبراهيم هذا.

حدثني يوسف بن إبراهيم الرشودي قال: كان والدي إبراهيم بن علي الرشودي كثيرًا ما يتكلم عندنا في الشيخ عمر بن سليم ويدعو عليه مع أننا نراه يذهب إليه، ويزوره ويتشاور معه في بعض الأحيان.

قال: وعندما مرض الشيخ عمر بن سليم مرضه الأخير كان والدي يزوره في كل يوم على وجه التقريب، فيراه ويسأله عن حاله.

ومرة لما اشتد المرض على الشيخ زاره والدي وأنا معه فرأى أن الشيخ ميئوس من حياته لشدة مرضه فلما خرجنا من بيت الشيخ وصرنا في الزقاق بكي والدي بكاء شديدًا تبين لي أنه كان يكتمه فسألته: لماذا تبكي؟

فقال: الشيخ عمر - يا وليدي - راح ما به أمل.

فقلت له: كيف تبكي عليه وأنت تدعو عليه وتكلم في حقه، وبينك وبينه شيء؟

فقال: الذي بيني وبينه هو قادم على ربه ويحاسبه عليه، ولكن أبكي - يا وليدي - على ديرتنا من أين نبي نلقي لَهْ شيخ مثله! ! !