للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن المصيبة حقأ فقدنا عمرًا ... أعظم بميتته رزءً بنا كبرا

قطب القصيم وما دون القصيم وما ... خلف القصيم وما مجري القصيم جري

عليه دارَ الهدى والحق بينه ... كان الحياة وكان السمع والبصرا

أرزقه يا ربنا عفوًا ومغفرة ... واجبر مصيبتنا يا خير من جبرا

ولد رحمه الله عام ١٢٩٩ هـ رايت ذلك بخط والده الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم رحمه الله على غلاف نسخة خطية من (المنتقى) ونصه:

(ولدنا المولود المبارك عمر بن محمد بن سليم عام ١٢٩٩ هـ. انتهى) وقد ولد رحمه الله في بيت علم وتقوى وصلاح، ونشأ بين أحضان والديه، وتربى تربية دينية خالصة منذ صغره وتفرس فيه والده النجابة وقت طفولته، فكان يوليه عناية خاصة ويهتم به اهتمامًا بالغًا (١).

قال: ولما نفي والده إلى النبهانية لحق به وكان عمره في التاسعة عشرة، وجلس معه ثلاثة سنوات وتفرغ والده خلالها لتعليمه، فكان ملازمًا له ليلًا ونهارًا، وكان كل وقته معه في العلم والبحث والمذاكرة، مما كان له أكبر الأثر في تحصيله.

إلى أن قال: كان والده وإخوته يلقبونه بالشيخ، وهو في هذه السن، كما كان الناس يلقبونه بالشيخ وهو دون العشرين، وكان الطلبة يسألونه عما يشكل عليهم، ويقرؤن عليه في المجالس الخاصة بعد انتهاء درس والده، وهو دون العشرين.

إلى أن قال: وقد سافر بعد وفاة والده للرياض فترة قصيرة، قرأ خلالها على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ولكن عندما اجتمع به وبحث معه قال له الشيخ عبد الله: يا بني: أنت يؤخذ عنك العلم، إذهب إلى بلدك، واجلس في مكان والدك، وأنشر علمك هناك (٢).


(١) علماء آل سليم، ج ١، ص ٩٨.
(٢) المصدر نفسه.